ويمكن قياسه وتقديره عن طريقين إمّا عن طريق مصادر الإنتاج أو مصادر الاستهلاك، وعادة تتحدد قوة الدولة على الساحة العالمية من خلال وزنها النوعي العالمي في الناتج المحلي العالمي، و يستخدم لحساب معدل النمو الاقتصادي السنوي بشرط اعتماده إما بالحساب الكمي أو بالأسعار الثابتة لإبعاد تأثيرات عامل التضخم، وبرأينا إنه يحدد القوة الاقتصادية التي هي الأساس المادي لكل أنواع القوى المجتمعية الأخرى، ويحدد موقع كل دولة أو تحالف على الساحة العالمية، ومن هنا نتفهم تراجع أو تطور تأثير بعض الدول على الساحة العالمية، ومن خلال تحليلنا للناتج المحلي الإجمالي العالمي وحسب تقرير صندوق النقد الدولي لعام 2012 عن واقع عام 2011 توصلنا إلى مايلي :
1- بلغت قيمة الناتج المحلّي الإجمالي العالمي حوالي /79,9/ تريليون دولار تقريباً .
2- ساهمت دول الاتحاد الأوربي / 15,8/ تريليون تقريباً أي بنسبة 19,8% .
3- ساهمت الولايات المتحدة الأميركية بمقدار/ 15,1/ تريليون تقريباً أي بنسبة 18,9% .
4- ساهمت دول مجموعة البريكس كما يلي ( الصين بمقدار /11,3/ تريليون أي بنسبة 14,1% - الهند /4,5 / تريليون وبنسبة /5,6%/ - روسيا بمقدار /2,4/ تريليون وبنسبة/3,1% ساهمت البرازيل بمقدار/2,3/ تريليون وبنسبة / 2,9%/ ساهمت جنوب أفريقيا بمقدار / 0,6/ تريليون وبنسبة /0,8%/ ) , وبالتالي تكون مساهمة مجموعة البريكس هي / 21,1/ تريليون وبنسبة / 26,4%/ ، وهذا يعني أنّها احتلت المرتبة الأولى عالمياً من ناحية الناتج المحلي الإجمالي وتفوقت على دول الاتحاد الأوربي وأميركا .
ومما سبق وبلغة الأرقام يتبين لنا التغير في معالم القوة الاقتصادية العالمية، وهذا يذكّرنا بأنه ومن باب المقارنة أن الولايات المتحدة الأميركية تراجعت كثيراً حيث كان يشكلّ ناتجها الإجمالي من الناتج الإجمالي العالمي بين الحربين العالميتين الأولى والثانية حوالي /50%/، أمّا الآن فتراجع إلى أقل من 20%، ويترافق هذا مع زيادة العجوزات في الموازنة السنوية الفيدرالية الأميركية والميزان التجاري والموازين الأخرى وزيادة الدين العام الذي تجاوز نسبة 105% من ناتجها الإجمالي ...الخ، فهل تقود مجموعة البريكس الاقتصاد العالمي وهذا ماتلمسناه في المؤتمر الأخير لهذه المجموعة في مدينة ( دوربن في جنوب أفريقيا عام 2013 ) وأيضاً في موقفها الموحد في قمة دول العشرين هذا الشهر في مدينة ( بطرسبرغ الروسية وتحديداً في قصر قسطنطين الفاخر )، وقالت كلمتها لا للعدوان على سورية وكان الموضوع السوري هو الموضوع الأهم في هذه القمة ونجحت سورية في قرارها السياسي وأكّدت مصداقية الأصدقاء فهل ننضمّ إلى مجموعة البريكس وهذه أمنيتنا وندعو لتحقيقها .