وعلى مستوى الإسقاط أو طرح أسئلة تذهب بعيداً في قراءة الحادثة التاريخية قراءة جديدة ومعمقة، وفي الوقت نفسه تذهب باتجاه الحاضر بحيث تتمكن من محاورة ومشاكسة الكثير من المقولات الجاهزة أو الراكدة والمسلم بها...
وكلما كانت هذه الأسئلة تحضر بقسوة لإصابة ذلك الراكد بما يشبه الرضة الفكرية تكون ردود الفعل متضاربة ومتباينة إلى حد بعيد ، وتعبر في الآن نفسه، عن جملة من القناعات التي يتمترس حولها هؤلاء المتحاورون في مواجهة العمل الخاضع لمبضع النقد والبحث، وربما التحامل.
ورواية « عزازيل» ليوسف زيدان التي خلخلت الهواء في محيطها الفكري والثقافي، وتجاوزته، أثارت الكثير من الجدل والهجوم والدفاع.. ويستند هذا الجدل، في إثارته المتصاعدة، على تلك الأسئلة التي طرحتها الرواية... أسئلة مثيرة في سياق التاريخ قديماً وحديثاً، أسئلة تقوم الرواية بصياغتها بالاستناد إلى الحقائق والحوادث، لتهز القناعات عبر شكل روائي وبناء معماري أراده الكاتب صادقاً..!
ومن الطبيعي التذكير بأن تلك الأسئلة كان لها الأثر الكبير في نيل جائزة البوكر للرواية العربية... فهي رواية تفتح أبواباً للحوار والجدل...!