وطبيعة اللغة المقيتة التي كان يتحدث بها سلفه جورج بوش وغصت بالاملاءات والضغوط والتهديدات, وادت الى اضرار بالغة حلت بعلاقات اميركا الدولية وزادت من كراهية العرب والمسلمين لسياستها بسبب الاتجاهات الخاطئة التي سلكتها وكان من اخطرها واصعبها على اميركا نفسها احتلال العراق.
الفرق بين اللغتين كان واضحا في النظرة للاسلام وطبيعة العلاقة المفترض اقامتها بين اميركا والمسلمين, وكذلك في مقاربة قراءة اوضاع الشرق الاوسط, والاقرار بخطأ الحرب على العراق, والتخلي عن السياسة الاحادية في التعامل مع مشكلات العالم.
اطلق اوباما اقوالا وافكارا كثيرة تنطوي على حسن النية والتفاؤل بالمستقبل وتنصف الاسلام وتدعو الى بداية جديدة في العلاقة بين اميركا والعرب والمسلمين تقوم على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل, وهذا مما لم يكن يرد في الخطاب الاميركي خلال العهود السابقة.
واذا كان ثمة ملاحظات على خطاب اوباما رغم جدة لغته واعتدال لهجتها, فاهمها هنا هو انه في تطرقه لقضية الصراع العربي الاسرائيلي لم يدخل الى عمق القضية وجذورها , فقصر عن تحديد المسؤولية الغربية والصهيونية عنها, وجاءت رؤيته للحل غير مشتملة على الاسباب, ما يمنع من القول ان التعاطي الاميركي مع مسألة الصراع بدأ يتغير بالفعل.
اوباما اراد من خطابه تحسين صورة اميركا وضمان مصالح بلاده في العالم العربي والاسلامي على خلفية بناء علاقة جديدة, وهذا حلم مقبول ومشروع.
لكن ما تجب الاشارة هنا هو ان هذا الحلم الذي حمله خطابه بعلاقة متوازنة مع المسلمين وبشرق اوسط مستقر وبصورة مقبولة لاميركا في الذهن العربي والاسلامي سيصطدم مع اسرائيل وقد بدأ يصطدم فعلا معها بدليل قوله ان العلاقة الاميركية مع اسرائيل لم تتسم بالصراحة رغم خصوصيتها, ما يجعل مقاربة الحلم على ارض الواقع محكومة بحل للصراع يبتعد عن المجاملة ومساواة الضحية بالجلاد, وبسياسة اميركية تجبر اسرائيل على قبول السلام وفق مرجعيته الدولية لا وفق حلول تقوم على التنازلات من العرب.