كثيرون لم يكونوا دواعش قبل أن يروا لزوجة الدماء على نصال الهمج، كثيرون تحدثوا عن الدين لله والوطن للجميع، فجأة تنكبوا عنها إلى سعة الدين «التي تتسع لكل شيء»، الكل شيء لا يتضمن الاختلاف.
كثيرون كانوا علمانيين يكفرون بالدين دينا للدولة، اليوم باتوا قاب قوسي حائط دولة الخلافة، كثيرون كانوا إسلاميين طقسا ومناسك. جاءت «الدولة» فتنكروا لها ونزهوا عقولهم وأفئدتهم عنها، تنكروا لهذا الدين الجديد كافرين بالخليفة وبسواد أفكاره.
كثيرون كانوا ينظرون في مهنية الجزيرة ومسحتها الأخلاقية المناصرة لحراك الشعوب العربية، وعين حبهم حينها منعتهم من رؤية عيوبها المهنية، يتفاجؤون اليوم بأنها تسمي الدواعش بـ «تنظيم الدولة الإسلامية»، تطلق عليه هذه الصفة في شريطها الإخباري أسفل الشاشة وعلى ألسنة مذيعيها في نشرات الأخبار والبرامج، كل الدنيا تسميها باسمها «الرشيق» داعش إلا الجزيرة تستنكر هذا الاختصار.
الأفعى في أسابيعها الأولى تبدل جلدها عدة مرات لأنها تنمو ولا ينمو فتتخلص منه بالخلع، من تطرف اليمين إلى أقصى حدود اليسار إلى إلى.. لهم في فعل الأفعى الغريزي هاد ومعلم، هي سيرورة البقاء للأصلح.
التحول حياة، التعافي من أفكار سابقة خاطئة مؤشر نضج، التغيير من صفات الإنسان النشط، والفارق بين الإنسان والحيوان يجده أرسطو في أن البقرة تعيش من مولدها وحتى نفوقها كبقرة! فيما الإنسان يتقلب وأنت تغفر له ذلك وتتقبله، ما لم استطع تقبله ان فعل التنقل والمناقلة والقفز،عند الراقصين على الحبال، يشذ عن سياقات الغربلة والمراجعة الاعتيادية، التنقل انطلاقا من أن:،الحية التي لا تستطيع تغيير جلدها تهلك.