تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التقاعد المبكر!!

محليات - محافظات
الخميس 5-1-2012
عبد الحميد سليمان

أثارت فكرة التقاعد المبكر الكثير من الجدل بين أوساط العاملين في الدولة ومؤسسة التأمينات الاجتماعية، ومنذ سنوات ونحن نسمع بهذا المشروع الذي لا يزال قيد الدراسة، وكل طرف يقدم مبرراته ويفند الإيجابيات والسلبيات من وجهة نظره، وربما حسب مصلحته!!

ولكن ما يهمنا هنا هو المصلحة العامة بالدرجة الأولى ومصلحة العاملين ومراعاة حقوق الذين سيطولهم التقاعد المبكر إذا ما قيض له أن ينفذ.‏

مبررات من يتبنى فكرة التقاعد المبكر هي أن إحالة أعداد معينة من العاملين في الدولة ممن أمضوا سنوات خدمة معينة إلى التقاعد، سيوفر شواغر وبالتالي فرص عمل جديدة لجيل الشباب وبالتالي المساهمة في معالجة مشكلة البطالة، إضافة إلى إدخال دماء جديدة إلى العمل مسلحة بالعمل والرغبة في العطاء وتطوير الإنتاجية وتنمية الاقتصاد الوطني.‏

هذه المبررات صحيحة من حيث المبدأ، لكن إحالة أعداد من العاملين في الدولة إلى التقاعد المبكر قبل الأوان سيؤدي إلى خسارة مؤسسة التأمينات الاجتماعية اشتراكات بين 10 - 15 سنة والتي تشكل جزءاً من إيرادات صناديق المؤسسة، إضافة إلى أن المؤسسة ستدفع معاشات مبكرة لهؤلاء المتقاعدين عن الفترة نفسها التي ستفقد فيها الاشتراكات، أي أن الخسارة ستكون مضاعفة، وهذا ما لم تستطع المؤسسة تحمله إلا إذا قامت وزارة المالية بتحمل تكاليف المشروع، لأنها ستكون الطرف المستفيد من الوفر الناجم عن مشروع التقاعد المبكر إذا ما تم تطبيقه!!‏

ولا مجال هنا للدخول في تفاصيل المشروع، لكن لابد من التطرق إلى بعض النقاط، مثل هل سيكون التقاعد المقترح إلزامياً أم اختيارياً، وما مكاسب الذين سيطبق عليهم وخسارتهم، وما المنعكسات السلبية على صعيد خسارة عدد من الخبرات وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالعمل والعمال؟!‏

مع أن هناك نسبة كبيرة من العاملين في الدولة يتمنون تطبيق التقاعد المبكر عليهم شريطة حصولهم على النسبة المقررة من الراتب عن التقاعد العادي، وهناك نسبة قليلة تريد أن تتقاعد مبكراً مهما كانت النتائج، إما لأنها قد أمنت عملاً أفضل بعد التقاعد، أو لأن طبيعة عملها لا تحتمل معها المضي أكثر في العمل، وهناك شريحة مرتاحة وتحقق المكاسب والامتيازات ولا تريد أن تخسرها، وهؤلاء يسعون إلى تمديد خدمتهم حتى ولو بلغوا سن التقاعد الطبيعي، وهم يشكلون نسبة قليلة من العاملين في الدولة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان

القراءات: 1215
القراءات: 986
القراءات: 961
القراءات: 995
القراءات: 1133
القراءات: 1299
القراءات: 1192
القراءات: 951
القراءات: 1185
القراءات: 991
القراءات: 1371
القراءات: 1114
القراءات: 1348
القراءات: 1348
القراءات: 1272
القراءات: 1081
القراءات: 1553
القراءات: 1065
القراءات: 1171
القراءات: 1126
القراءات: 1172
القراءات: 1164
القراءات: 1229
القراءات: 2373
القراءات: 1683

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية