تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


موسكو- واشنطن

حدث وتعليق
الثلاثاء 2/9/8002
ناديا دمياطي

كرست جورجيا موقفا عدائيا تجاه روسيا بقطع الشعرة الاخيرة معها بعد أن أوقدت حرباً في القوقاز ستحتاج الى جهود دبلوماسية مكثفة وطويلة لاحتوائها فهذه الحرب رغم قصرها

تجاوزت نطاق تداعياتها المحلية والاقليمية لتمس مباشرة طبيعة التوازنات الدولية التي خطفتها الأحادية القطبية, وعادت اليوم لتتشكل خارطة توازنات جديدة بتحالفات دولية واقليمية روسيا أحد أقطابها الرئيسيين بالتأكيد وبهذا الصدد مازالت وقائع الحدث القوقازي الساخن تتفاعل وتشغل أوروبا الاتحادية والاطلسية معا والتي انقسمت في مواقفها عشية الحرب الجورجية على إقليم أوسيتيا الجنوبية بين مؤيد للعقوبات على روسيا ومعارض لها وحول خطة السلام التي اقترحتها فرنسا.‏

هذه الخلافات طغت على القمة الاستثنائية للاتحاد الاوروبي امس والتي وجدت نفسها وجها لوجه امام تحد زجته بها الولايات المتحدة التي سلحت جورجيا ووقعت مع بولندا وتشيكيا اتفاقية نشر الدرع الصاروخية وضغطت لتوسعة الناتو شرقاً.‏

موسكو التي ثبتت واقع استقلال اقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا, أكدت ان مواقفها نهائية وان تحركها تجاه جورجيا كان من حقها وبطريقة أخلاقية وفق القانون الدولي اليوم وبعد ان هدأت الجبهات فإن الكثير من الدول بدأت تؤكد صوابية الموقف الروسي كما فعلت سورية والتي كانت السباقة الى تأكيد ذلك, هذا الموقف الذي حقن نار حرب كبرى كانت ستندلع لوفتح الناتو أبوابه لعضوية جورجيا.‏

منذ البداية أوروبا اكتفت باستنكار الموقف الروسي تجاه أزمة القوقاز فلم تفتح بوابة الناتو لتبليسي وترددت في معاقبة موسكو ففي حساباتها تعرف ان امدادات الغاز الروسية هي عصب الاقتصاد الاوروبي.‏

الحرب الخاطفة في القوقاز بداية لسقوط مدو للقطبية الامريكية والذي سيطول كل القضايا والمواقف الدولية وفي مقدمتها شرقنا الاوسطي الذي عانى ماعانى من ويلات التفرد الامريكي والكيل بمكيالين ومن حرب العراق التي رفضت روسيا المشاركة بهاوتمسكت بحل تفاوضي للملف النووي الايراني فيما شكل المسافة الفاصلة بين موسكو وواشنطن منذ سقوط الاتحاد السوفييتي .‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 02/09/2008 00:27

يبدو الأقرب لسبب أزمة القوقاز هو الوضع الداخلي الحالي في أمريكا وفي إسرائيل أيضا, فلابد من التريث لما بعد الإنتخابات الأمريكية لنستنتج أو نتوقع مآل هذه الأزمة.

سمير / دمشق |  الحرب المفروضة واهدافها الخفية | 02/09/2008 14:08

اقتصاديا لااعتقد بان روسيا قادرة على مجاراة الولايات المتحدة وحلفائها في خوض حرب باردة ترهق الاقتصاد الروسي وتجعله رهينة للمقاطعة والعقوبات والتهديدات , وقد ظهرت معالم هذه الامور منذ الان , والتهديدات بدأت تظهر من كل حدب وصوب , لقد تم انهاء الاتحاد السوفياتي بالارهاق الاقتصادي , وبالتالي اديولوجيا , وايضا محاصرة او تغيير المساحة الواسعة من حلفائه الكثر بحيث اصبحوا رهينة المشروع الامريكي الجديد وموضع املاءتها , وتم ظهور تسمية جديدة لعالمنا المظلوم الواقع تحت السيطرة الاقتصادية الامريكية وهذه التسمية الغير ناجحة كانت النظام العالمي الجديد الذي حول امريكا الى قوة عالمية احادية الحكم والذي جعل او اصبح من هذا التغيير فيما بعد عبأ ثقيل لم تستطع تحمله لوحدها.. مما اوقعها في اخطاء جسيمة وفاشلة تدفع ثمنها الان . اظهار امريكا.. لروسيا.. على انها عدو قادم ما هي إلا طريقة امريكية جديدة لرفع كاهل هذا العبأ الثقيل , لكن هل تنجح الولايات المتحدة في مسعاها , وهل تستطيع روسيا ان تصمد طويلا من الناحية الاقتصادية , وهل تستطيع ايضا اعادة حلفائها السابقين او ما تبقى منهم الى كنفها ودعمهم اقتصاديا وعسكريا مما يشكل عبأ كبير اخر عليها . تستطيع روسيا التغلب على كل هذه الامور وتستطيع اخضاع امريكا سياسيا واقتصاديا ان قامت روسيا بين الحين والاخر بتجارب نووية على ارضها ومحيطاتها الواسعة تخيف من خلالها اي طامع او معتدي وان محاولة انهاء روسيا (اتحادياً) وتفتيتها على المدى البعيد لن تكون سهلة او نزهة برية , لان تفتيت العالم يبقى طموح وهدف امريكا على المدى القريب والبعيد , وايضا هذه التجارب قد تجعل من هؤلاء المتطفلين يجلسون على طاولة واحدة معها لتحقيق التوازن العالمي المنشود للجميع يرعى مصالح الجميع . لكن من الان حتى الجلوس على تلك الطاولة سوف يمر العالم بعدة ازمات كبيرة قد تغير من معالمه التي اصبحت بالية وقديمة بحيث لم تعد كرتنا الارضية العجوز استطاعة تحمله على كاهلها .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ناديا دمياطي
ناديا دمياطي

القراءات: 1648
القراءات: 918
القراءات: 875
القراءات: 1086
القراءات: 876
القراءات: 985
القراءات: 987
القراءات: 1107
القراءات: 944
القراءات: 974
القراءات: 1075
القراءات: 982
القراءات: 1012
القراءات: 1122
القراءات: 1084
القراءات: 1033
القراءات: 1065
القراءات: 1991
القراءات: 1036
القراءات: 1204
القراءات: 1055
القراءات: 1082
القراءات: 1040
القراءات: 1083
القراءات: 1128

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية