فعندما تحدث الحكام الصهاينة في بداية عدوانهم عن اهداف وضعوها و أعدوا لها منذ فترة طويلة من إضعاف لبنية المقاومة و القضاء على قدراتها القتالية و الميدانية لم يكن يخطر على بال أحد انهم سيقترفون كل هذه الفظائع و الافعال الاجرامية في صفوف المدنيين و ممتلكاتهم العامة والخاصة.
بالعرف العسكري فإن اي عملية قتالية لا تستطيع تحقيق مكاسب سياسية على الارض كدفع الطرف الآخر للقبول والتسليم بما يريده الخصم او تدمير قوته العسكرية واجتياح واحتلال مواقعه الدفاعية وقتل قادته او أسرهم و القضاء على جنوده و قواته فإن أقل ما يمكن قوله عن هذه العملية: إنها عملية فاشلة و عاجزة عن تحقيق الاهداف المرسومة لها، و هذا ما اكده العديد من المسؤولين الصهاينة الحاليين والسابقين و على رأسهم موشي يعالون رئيس اركان الكيان الصهيوني السابق الذي قال: « كل ما فعلناه هو المراوحة طوال الوقت في المكان »
وبناء عليه فإن اسرائيل و باعتراف اوساطها على اختلاف مستوياتهم لم تستطع خلال فترة العدوان التي استمرت ثلاثة اسابيع تحقيق اي هدف سياسي او عسكري على ارض غزه سوى انها راحت تسابق الزمن لاحداث اكبر قدر من الدمار والخراب و بهمجية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
ما نجحت اسرائيل في انجازه هي جملة من الافعال المخزية و المدانة والمستنكرة محلياً و عربياً وعالمياً و التي ادت إلى استشهاد 1328 مدنياً نصفهم أطفال ونساء و هذا رقم مرشح للزيادة إذ لا تزال عمليات البحث تحت أنقاض المباني و المنازل مستمرة و قد تتكشف الساعات المقبلة على مجازر جديدة فضلا عن اكثر من خمسة آلاف جريح و معاق و الانجاز الاهم في تاريخ هذا الكيان أنه اعاد الى الأذهان المجازر و الجرائم التي ارتكبها النازيون و لكن بوسائل أكثر فتكاً ودماراً ودموية
ولذلك فإن العدالة تقتضي محاكمة هذا الكيان بكامله كمجرم حرب و ملاحقة حكامه و محاسبتهم أينما وجدوا وفي اي مكان حلوا.