تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هيرودوس في كفرناحوم

معاً على الطريق
الأربعاء 16/1/2008
غسان الشامي

وقتما لحق المجوس ملوك المشرق النجم للوصول إلى مغارة بيت لحم حاملين هداياهم للطفل المولود سألوا هيرودوس ملك اليهود عن الطريق,وحين لم يعودوا ليخبروه عن مكان ولادة ابن مريم أمر بقتل أطفال بيت لحم من ابن سنتين فما دون كما يخبرنا الإنجيل, وها هو نحيب راحيل على أولادها يسمع منذ صراخ المسيحية الأول.

وبعد ألفي عام يأتي (الميتوديست) ربيب القس المتهوّد بيل غراهام,وابنه فرانكلين, الذي قدّم صلوات وصول هيرودوس الجديد إلى البيت الأبيض ليدخل كنيسة المهد إياه, فيما أطفال قانا وبيت لحم وغزة والرافدين يتوزعون أشلاء سياساته.‏

لم تقف زيارة بوش عند هذا الحد,فالرئيس المدمن قراءة عنصرية القس أوزوالد شامبرز الذي قضى في مصر عام 1917 وهو يحض جنود بريطانيا العظمى على الزحف نحو القدس لتحريرها من المسلمين قرر أن يذهب إلى.. كفرناحوم.‏

غريب أمر هذا الرجل, وغرباء هم من استقبلوه من رجال دين ودنيا, لأنه يأتي إلى نقيضه, إلى المكان الذي لا علاقة له بمغزاه التاريخي والأخلاقي والقيمي, فكفر ناحوم (كفر بالسريانية تعني قرية,وناحوم اسم علم)تعني للمؤمنين بلدة المسيح الثانية التي باتت محور نشاطه التبشيري بعد أن ترك الناصرة وجاء ليعيش فيها على مطلِّ بحر الجليل(طبرية), منها دعا الرسل الأوائل,جالباً بطرس ويوحنا ابنا زبدي أولاد القرية,من صيد السمك إلى صيد الناس إيمانياً,ومتى العشّار, وفيها شفا المخلّع, وحماة سمعان بطرس, والرجل الممسوس,وشفا عبد قائد المئة الروماني,وأحيا ابنة يائير...‏

لكن الأهم أن المسيح قال خلاصة فلسفته الداعية للمحبة والسلام من تلك البلدة الجليلية على الطريق إلى دمشق.منها أطلق الصلاة الربانية,وفوق جبلها المطلّ على البحيرة والمعروف ب(قرون حطين) ألقى موعظته الشهيرة عام 30 للميلاد أمام تلاميذه وحشد اللاحقين به,التي عرفت بالتطويبات,وهي معكوس أعمال وأقوال بوش ومن دعاه لزيارة هذا المكان, والتي يقول فيها: طوبى للفقراء بالروح وللودعاء وللحزانى وللجياع والعطاش إلى البر ولأنقياء القلوب ولصانعي السلام وللمضطهدين.‏

ما علاقة بوش وأولمرت ومن تبوّش بهذا النقاء,لا بل بتلك الجموع التي قال لها يسوع (أنتم ملح الأرض)..إن لهم علاقة واحدة هي أنهم سبب فساد الملح,..وهكذا يضطهدون ورثة المسيح الجليليين في بلاد الشام والرافدين كما ).‏

نعم,من بيت بطرس وموقع الكنيسة البيزنطية العائدة للقرن الميلادي الخامس,وقف هيرودوس المعاصر يقطر دماً ودماراً وأسلحة,يستطلع أفقاً مدمّى لخراب آخر..من الكنيسة التي رممها الفرنسيسكان عام ,1990 على مرتع حضور ابن مريم البهي في هذا الجزء من العالم وقف صانع الظلام والموت يقهقه, فيما صوت الراعي الصالح ما زال يتردد في حنايا الوديان صارخاً, ومن المكان نفسه (أنتم نور العالم, لا تخفى مدينة على جبل ولا يضاء سراج ويوضع تحت مكيال).‏

الغريب أن بوش تعشّى في رام الله سمك اللقز وصيادية,مصنوعين بأوانٍ وإشراف أمريكي ..لكن سمك الناصري لا يزال يطعم الملايين ..ومن طبرية وكفرناحوم لأنه الحق الحق قال لنا إن الملح الفاسد سيطرح خارج الدار ليداس..وإن أجرنا لعظيم في السموات وعلى الأرض ..أيضاً.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 16/01/2008 00:44

في نهاية الظلام يبحث المظلم قلبه عن نور يضيء جسده, فلا غرابة عندي بكل مافعله الكاوبوي في فلسطين, فلا أتوقع منه غير هذا, إنما لايجوز من كتابنا هذا الإستغراب , ولايجوز لهم استحضار المسيح وحركته وأقواله وهو قلب النور عند الحديث عن حركة الظلام للكاوبوي, حتى لو وقف الإثنان في نفس المكان, فالمكان لايهم بل المكانة هي الأهم , وأين مكانة المظلم من مكانة المنور؟..الفرق شاسع شاسع.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 غسان الشامي
غسان الشامي

القراءات: 1617
القراءات: 1417
القراءات: 1572
القراءات: 1329
القراءات: 1313
القراءات: 1264
القراءات: 1404
القراءات: 1636
القراءات: 1650
القراءات: 1992
القراءات: 1402
القراءات: 2154
القراءات: 1274
القراءات: 1309
القراءات: 1559
القراءات: 1552
القراءات: 1361
القراءات: 1448
القراءات: 1342
القراءات: 1867
القراءات: 1431
القراءات: 1310
القراءات: 1507
القراءات: 1504
القراءات: 1291

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية