ارتكبتها اسرائيل بحرب 22 يوماً بدعم أميركي وباصرار على إعدام جماعي لـ ( 1.5) مليون فلسطيني يتمسكون بحقهم في مقاومة الاحتلال وبكرامتهم وبالعيش بحرية، وينشدون دعم أمتهم ومصداقية الديمقراطيات الكبرى التي تدعي احترامها لحقوق الانسان وللمواثيق الدولية.
على وقائع تلك الإبادة المستمرة، يستمر الصمت الدولي على جرائم اسرائيل ويتجاوز ذلك إلى حمايتها من العقاب كمجرمة حرب، وإذا نطق البعض منه فإما للكذب علينا، وإما للتشكيك بحقيقة مجازر قادة الاحتلال ولإثبات أن عملية الرصاص المسكوب بالاسلحة المحرمة دولياً التي قتلت وشوهت الآلاف في غزة لم تكن مجزرة وإنما حفلة ألعاب نارية؟!.
وعلى ذكر النار، فإن هناك من يلاعبها دون خوف، فالمجتمع الدولي يلعب بنار عجزه عن ردع اسرائيل ويتماهى مع الدعم الاميركي المطلق لها متناسياً عدالة قضيتنا واستخفاف اسرائيل بشرعيته واستسهالها شن الحروب وانكارها للحقوق العربية وتهديدها النووي لأمن المنطقة والعالم وبعض عرب يلعبون بنار بناء جدار فولاذي وقنوات عازلة تحكم إقفال القطاع على مأساة انسانية لفلسطينيين منكوبين مازالوا يراهنون على ضمير أمتهم في دعم مقاومة الاحتلال الذي يتنكر لكل الحقوق.
في غياب تضامن عربي استبدل به عجز غير مسبوق فإن مجرمي الحرب في اسرائيل بحمائمهم وصقورهم متأهبون لحرب ابادة ثانية على غزة لكنهم ربما بانتظار استعادة اسيرهم شاليط بينما تركت غزة وأسراها يتيمة إلا من وقفة شرفاء العرب وعلى رأسهم سورية التي لم تتخل عن دعمها للقضية الفلسطينية يوماً ولن تتخلى.
عام أول على الرصاص المسكوب وغزة لن تتنازل عن المقاومة رغم الحصار ومستعدة للشهادة ولن تراهن على أمم متحدة عاجزة وعلى رباعية دولية مشلولة ولا على اتحاد أوروبي يقف مابين بين ولا حتى على المبادرة العربية وسيبقى رهانها على صمودها وعلى صحوة عربية آتية ، وحتى لو سوّرت بجدران فستكون لغماً لو أقيمت ينسف الطريق المسدوده بالتنازلات والارتهانات لاسرائيل ومن يدعمها والتي لن تكتفي أبداً برصاص مسكوب فوق سماء غزة وحدها.