وقد حدثت ضجة في الأوساط الأدبية حول ذلك- ربما مازالت مستمرة- وها هو «رونان ماكدونالد» يخرج علينا بنظرية جديدة تقول هذه المرة بـ «موت الناقد» لأن النقاد-حسب ماكدونالد- ابتعدوا عما يمكن تسميته «النقد التنويري»!
ربما نعترف بكثير مما جاء به بارت.. وكذلك ماكدونالد.. فاللغة هي التي تحمل المعنى وتسوقه.. وقد يختلف التأويل حسب القارئ- أما النقد فلعله فقد كثيراً من وظيفته التنويرية والبنائية.
كثير من النقاد يعملون- كما يحلو لي أن أسمي- «أدلاء كتب», صحيح أن المهمة الأساسية للناقد هي تقليب النص على مختلف وجوهه والغوص في طبقاته.. لكنه في النهاية يدل القارئ على ما ينبغي الوقوف عنده وقراءته من كتب.. لكن معظم ما يكتب في هذا المجال قد يقتصر على التدليل على كتاب أو آخر لهذا السبب أو لذاك, حيث تتدخل عوامل أخرى ليس جوهرها نصح القارئ وإسعافه بذائقة منتقاة.. وهو ما قد يطلق عليه بـ «نقد الذائقة» لا«نقد المعرفة»!
يبقى الضلع الثالث في ثالوث النص- أي القارئ- هو الأهم على مايبدو ونرجو ألا تصح التكهنات القائلة بموت القارئ!
suzan_ib@yahoo.com