وخاصة الاحتياطي العراقي , ومن اعادة رسم الخارطة السياسية فيه , وفق هوى حاخاماتها المتهودين وحاخامات اسرائيل , وبات العالم بأسره , وفي مقدمته الاميركيين , مقتنعا بأن هكذا ثقافة , وإن افلحت في نحت بعض الاصنام هنا او هناك , فإنها اعجز من ان تدب فيها الروح والحياة , او ان تحميها من المصير الذي آلت اليه اصنام باميان الافغانية ومنحوتاتها الصخرية , تفجيرا وتفتيتا وغبارا ?
كلاهما ثقافة مطارق وازاميل , تلك التي حطمت الاصنام في باميان الافغانية , وتلك الاخرى التي نحتت اصناما وتماثيل لها في افغانستان وفي المنطقة الخضراء وسط بغداد وفي السراي الحكومي وسط بيروت !
وإذ ليس من الحكمة والعقل , ان نعول او نتوقع تحول الفاشل الغبي الى ذكي ناجح بين ليلة وضحاها , فإننا لن نتوقع من عطورات الاستراتيجية الاميركية الجديدة التي اعلنها او سيعلنها الرئيس بوش اليوم وغدا , ان تصلح ما أفسده دهر المحافظين الاميركيين الاصوليين عبر ثقافة الصواريخ وحاملات الطائرات , لن نتوقع اعلان فساد هذه العطورات ولا انقضاء ذلك الدهر .
الإنجاز الوحيدلإدارة الرئيس بوش ومحافظيه المتطرفين , انها اعادت العراق الى العصور الوسطى , افرغته من كل انتماءاته الى العصر.. من الاستاذ الجامعي الى مقتنيات المتاحف , وحطمت فيه ماحطمه المحافظون المتطرفون الآخرون من افغانستان ومن تماثيل باميان .
ولأن حجم الاخفاق السياسي الاميركي الكبير في العراق ولبنان وفي الشرق الاوسط عامة , يجعل من الاعتراف به سقوطا مدويا يصم الآذان , ولأن استحضار النجاح ومحاولة انجازه بما تبقى بين يدي ادارة الرئيس بوش من مطارق وازاميل وزمن , بات اصعب كثيرا من تحويل الغباء الى ذكاء , فإن اقل الخسائر بالنسبة الى هذه الادارة ان تغرق وتستغرق بما هي عليه باستراتيجية جديدة لارسال مطرقة اضافية الى العراق قوامها 20 الف جندي جديد , وان تغرق معها من تبقى من المراهنين عليها سواء في العراق او في لبنان , فلا يعود عجيبا ان تتسع دائرة دماء الفتنة في العراق , ولا ان تتمترس حكومة السنيورة في السراي فيما العالم ينتظر على الابواب !!