تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مكيال السياسة ومكاييل أميركا

إضاءات
الأربعاء 15-6-2016
أحمد عرابي بعاج

لم تعد تكتفي واشنطن الكيل بمكيالين فقط في مقاربتها للحرب على سورية، فهي إذ تدعم الإرهاب والإرهابيين،

لا تقيم أيضاً وزناً لتفاهماتها مع روسيا بوقف الأعمال القتالية‏

وتمنع «معتدليها» الإرهابيين من الابتعاد عن جبهة النصرة في محاولة منها لإبقاء الصراع محتدماً ومستمراً خاصة في حلب.‏

واشنطن صاحبة المكاييل العابرة للمصالح والأطماع ليست بوارد الضغط على أردوغان بوقف تدفق السلاح والإرهابيين إلى سورية رغم علمها ومعرفتها بما يجري في وضح النهار من نقل للسلاح في شاحنات محمية من المخابرات التركية إلى دخول مكثف لإرهابيي النصرة عبر أراضيها، إضافة إلى وصول أسلحة لتنظيم داعش أرسلتها المملكة الوهابية عبر تركيا ومرت من حواجز معتدلي واشنطن دون عناء.‏

وفد معارضة الرياض الذي طلبت منه تركيا إعلان طلب هدنة ووقف لإطلاق النار خلال شهر رمضان، هو ذاته من طالب باستمرار الأعمال القتالية وتريد أنقرة أن تستفيد من فترة وقف الأعمال القتالية لاستمرار تسليح الإرهابيين وذلك في اتساق دائم وتناغم مستمر مع ما تفعله المملكة الوهابية من دعم لداعش ورعاية للنصرة من قبل دوحة التآمر.‏

فما زالت واشنطن ترغب في أن لا ترى، ولا تجعل أحداً يرى ما تفعله تلك الدول الإقليمية من دعم وتمويل للإرهاب في سورية وتصعيد للحرب عليها عبر زيادة رقعة وحجم الإرهاب وتوزعه جغرافياً وضرب المدنيين الأبرياء وإرهابهم، فهل يمكن لواشنطن أن تجعل الشعب الأمريكي لا يرى ما حدث في فلوريدا أيضاً؟‏

واشنطن والأمم المتحدة أدانت التفجيرات الإرهابية الكبيرة التي قام بها تنظيم داعش في ريف دمشق مؤخراً ويأتي من باب سد الذرائع أمام مواطنيها والمجتمع الدولي في إدانة جريمة موصوفة ومعترف بها من قبل التنظيم الإرهابي الذي تدّعي واشنطن ويدّعي ممثل المجتمع الدولي «القلق» إعلان الحرب عليه!!.‏

روسيا التي انتظرت كثيراً من واشنطن تعاوناً في مكافحة الإرهاب من الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة محاربة تنظيمي داعش والنصرة، أصبحت الآن على قناعة بأن واشنطن تبتعد يوماً بعد آخر عن القيام بهذا التعاون.‏

ويأتي اجتماع القادة العسكريين لروسيا وسورية وإيران في طهران ليعبّر علناً عن درجة عالية من التنسيق بين الحلفاء لمحاربة الإرهاب، وتجاوز طلب التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية التي لن تقدم هذا التعاون لأنه لا يناسب مصلحتها المتمثلة في استمرار الاقتتال على الأرض السورية، ولذلك فهي تسمح لأردوغان بأن يفعل ما يفعله وتبتزه في مكان آخر من سورية، بعد أن أصبحت سورية بالنسبة لها ساحة تجرب عليها خبثها وتآمرها ولا تكتفي بالكيل بمكيالين كما اعتادت سياسياً بل بمكيال يعبّر عن أطماعها، غير عابئة بما يحدث من كوارث جراء دعمها للإرهابيين وتشجيع الدول الوظيفية كبيرها وصغيرها على تقديم التسهيلات للإرهابيين، طالما أن ذلك يبقي الحرب في سورية مستمرة و«إسرائيل» في مأمن حتى الآن...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2302
القراءات: 1740
القراءات: 1815
القراءات: 1857
القراءات: 2126
القراءات: 1987
القراءات: 1994
القراءات: 1938
القراءات: 2037
القراءات: 1998
القراءات: 2258
القراءات: 2100
القراءات: 2129
القراءات: 2129
القراءات: 2235
القراءات: 2283
القراءات: 2264
القراءات: 2410
القراءات: 2500
القراءات: 2347
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2451
القراءات: 2440
القراءات: 2539

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية