(نفضل الاكتفاء بالنظر) ودفعني فضولي لطلب النظر إلى داخل كتاب بعينه لكني اكتشفت أن المكتبة كانت للديكور وأن الكتب المركونة تم قص قاعدتها ولم يبق من كل كتاب سوى ثلاثة سنتيمترات حتى لا تأخذ مساحة من المقهى.
كأن الكتاب أصبح عدوا لفضاء التسلية حتى يتم الاستغناء عن مضمونه مع الإبقاء على شكله الإيحائي للمكان..وعندما جلت بنظري في المقهى اكتشفت كم هو جزار مهندس الديكور حتى يضحي بكل هذه الكتب ليكسب منظرا مغريا للزبائن، فتغدو الكتب أسوأ مما هو افتراضي..كتب مشوهة..وعندما ناقشت صاحب المقهى قال بأن مئات المنازل تحوي مكتبات شبيهة بالديكور، ولكني لم أستطع إلا أن أشعر بأن ما جرى للكتب هو محرقة معاصرة وأنيقة تقترف بحق الكتب تحت مسمى الديكور.
المفاجأة هو ما قاله صاحب المقهى من أن الإعجاب بالديكور يكاد يكون المشترك الدائم بين الزبائن، ونقل لي أن بعضهم قال: هذه فائدة جديدة لم تخطر ببال المؤلفين..أما انا فلم أعد إلى ذلك المكان لأني كنت أشم رائحة الدم والنار تنبعث من ذلك المقهى. وصرت كلما رأيت منزلا بلا مكتبة قلت: هذا أفضل من ديكور المقهى.