فهذا لابد وأنه يضمر مشكلة..الاختلاف مطلوب لكن التضاد والتناقض يعكس حالة من غياب المعايير.
الجمال نسبي، والرأي شخصي..وهنا يتعادل رأي الأمي برأي المفكر..هذه الحالة هي مرآة العصر وصورة عن الزمن.
يبدو لي الأمر عائداً لغياب الثقافة الجمالية التي تزود المرء بأدوات قياس سليمة تجعل جملة الآراء منضبطة في سياق واحد وليس في سياقات متناقضة إلى حد صارخ.
عندما تغيب مفاهيم التربية الجمالية عن المدارس وتسيطر مفاهيم الفضائيات وتنحدر القراءة إلى مستويات تقارب الصفر يتساوى فيها الصالح بالطالح..
تشاهد مسرحية وتسمع الآراء فتجدها غريبة بين معجب ورافض..وبين «أحببتها أو لم أحبها» هذه الآراء تصلح لحديث على فنجان قهوة بعد العرض لكن أن تغدو المقالات الصحفية والدراسات على الأنترنت بين ممجدة أو شاتمة فهذا يجعل من الرأي مادة فضفاضة لا تعني إلا متطرفي الرأي..وهذا يغيب النقد الجاد والرصين والمتوازن إذ يبدو وكأنه يحاول مسك العصا من الوسط..والسبب غياب المعايير عن كل الأشياء من المسرح إلى الغناء إلى السينما إلى تنظيم الشوارع ..وكل الحق على النسبية.