تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وداعا ياأبا بادي

معاً على الطريق
الخميس 23 -6-2011
عبد النبي حجازي

لو كنت من مازن لم تستبح وطني

بنو اللقيطة من صرافة الذهب‏

يوم الخميس الماضي السادس عشر من حزيران رحل يوسف الخطيب عن حياة زاخرة في مجال الإعلام والثقافة، رحل لكن آثاره الأدبية لا تزال تعيش في صدورنا وعلى رفوف مكتباتنا فقد أغنى المكتبة العربية بالنفائس لتشهد أنه شاعر كبير ملأ العصر.‏

في الخامس من حزيران 1967 خرجنا من الامتحان فوجدنا الناس يغلون وكان صوت المذياع يعلو هنا وهناك وقالوا: قامت الحرب، فرحنا أننا نسترجع فلسطين، ذات مساء تابعت التلفزيون عند أحد الأقارب فأطل المذيع وقال في سياق الخبر:« وسقطت ذبابة أخرى» يعني (طائرة إسرائيلية) قال أحد الأقارب: هذا يوسف الخطيب المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون لم يكن أحد يدري هول الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني حتى وضعت الحرب أوزارها بعد ستة أيام وكانت ضربة قاصمة للظهر صحا العرب فسموها النكسة وابتلعوها كالسكين، كان الشعور بالخزي يمنع الإنسان من أن يلتقي بعينيه مع الآخر وكان علينا أن نلملم جراحنا، وذات يوم ألقى الشاعر يوسف الخطيب قصيدته الشهيرة التي توغلت في مشاعرنا وغلت في صدورنا وجعلتنا نحس أننا ننتمي إلى أمة نامت وطاب لها النوم وقد اقتطفت منها البيت الذي جاء في المقدمة والذي استعاره من الشاعر الجاهلي (قريط بن أنيف) لو كنت من مازن لم تستبح إبلي بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا.‏

لقد استهل يوسف الخطيب قصيدته بأبيات عاشت في ذاكرة الناس طويلاً وظلوا يرددونها كلما غمزتهم وخزة ألم من واقعهم التعيس، الممعن في تعاسته:‏

أكاد أؤمن من شك ومن عجب‏

هذي الملايين ليست أمة العرب‏

هذه الملايين لم يدر الزمان بها‏

ولابذي قار شدت راية الغلب‏

أأمتي ياشموخ الرأس متلعة‏

من غلَّ رأسك في الأقدام والركب‏

أأنت أنت أم الأرحام قاحلة‏

وبدلت عن أبي ذرٍّ أبا لهب‏

وعندما عملت في التعليم عرفت ليوسف الخطيب أكثر من قصيدة كنت أدرسها لطلابي أختار هذه الأبيات منها:‏

لو قشة مما يرف ببيدر البلد‏

خبأتها بين الجناح وخفقة الكبد‏

لو رملتان من المثلث أو ربا صفد‏

لو عشبة بيد ومزقة سوسن بيد‏

أين الهدايا مذ برحت مرابع الرغد‏

أم جئت مثلي بالحنين وسورة الكمد‏

وعرفته من كتابه (ديوان الوطن المحتل) الذي قدم فيه لأول مرة شعراء الأرض المحتلة: محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد.‏

وعندما دخلت الوسط الأدبي والإعلامي عرفته عن قرب وتوثقت بيننا علاقة صداقة وأذكر أنه قال لي يوماً: نحن من سورية من الكسوة رحل جدنا إلى فلسطين وبعد النكبة هاجرنا إلى سورية.‏

anhijazi@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2147
القراءات: 1086
القراءات: 1095
القراءات: 1083
القراءات: 1286
القراءات: 1111
القراءات: 1046
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1151
القراءات: 1681
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1205
القراءات: 1306
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1311
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1696
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1834

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية