لا تزال أنباء الفيلم تترى حول حصوله على أعلى الإيرادات في تاريخ السينما العالمية، وعن ترشيحه لعدة أوسكارات، وهذا يكفي لممولي الفيلم و تجار السينما، وفي المقابل لا يزال يصيب مشاهديه بالذهول ويسيطر على نفوسهم وعقولهم، و هذا ما يفرح له صناع الهيمنة الثقافية..
في العالم الثالث لا نزال نشاهد وجهاً واحداً من وجوه الفيلم.. وجه التقنيات الباهرة و الاحداث المشوقة.. لكننا لا نعرف كثيراً عن الوجه الآخر.. فهناك أصوات صغيرة توجه نقداً لاذعا للفيلم.. هناك من يقول بوجود آثار تربوية ضارة، و هناك من يتهمه بالعنصرية.. وهناك دعوى قضائية من المخرج الهندي الأصل نايت شليمان يتهم فيها مخرج افتار كاميرون بسرقة فكرة الفيلم..
صحيح أن الأصوات المناوئة للفيلم لا تزال صغيرة، لكن حري بأن يسمعها الناس و أن يفكروا بما وراء الفيلم من أفكار.. و أن لا يتوقفوا عند الصورة المبهرة.
فأفتار يأتي ضمن سلسلة لا تنتهي من السيطرة الفكرية ونزعة التعمية التي تشغل العالم بأساطير قديمة أو مستقبلة عن قضاياه الحقيقية التي تكاد تحيل العالم إلى جحيم.. من الحروب الاستباقية وتدمير البيئة، ونشر الفيروسات والافكار الفتاكة، والفقر والأمية..
إنه فيلم يتابع ما بدأته السينما الأميركية بضمان السيطرة على النفوس والفلوس.. و يضاف الى كينغ كونغ وسوبر مان وباتمان و ماتركس.. وربما كان القادم أعظم..