تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عصر التنوع الجميل

رؤية
الأحد 31-1-2010
محمد قاسم الخليل

يحلو للقائمين على بعض وسائل الاتصال السمعية والبصرية والمطبوعة إطلاق عبارة (زمن الفن الجميل ) على النصف الثاني من القرن العشرين ، لأن فن ذلك العصر حسب رأيهم كان جذاباً وعاطفياً وظهر فيه ممثلون ارتفعوا فوق البشر فكانوا أقرب إلى النجوم منهم إلى سكان الأرض .

ويرثي الذين ابتكروا تلك العبارة لجيل القرن الحادي والعشرين الذين لم ينتجوا مثل ذلك العنف.‏

وفي مثل عبارة (الفن الجميل ) كثير من المغالطات و بل أرى أن تعميم مثل هذه العبارة دليل أفلاس ، لأن الوقائع الملموسة تشير إلى انتاجات فنية راقية على المستويين الفني والفكري. وإذا اردنا تقسيما حقيقيا لوسائل الاتصال والإعلام مع عصرها، نلاحظ أن فترة الأربعينات بداية انتشار الاذاعة والسينما وليزداد انتشار كل منهما في العقدين اللاحقين ولكل جمهوره ، بل كان عصر الستينيات عصر الاذاعة بحق ، والسبعينيات عصر السينما ، حتى إذا جاءت الثمانينات نجد التوسع الأكبر كان للتلفزيون وليزداد انتشاره في التسعينيات بعد ظهور الفضائيات ولتصبح الشاشة الصغيرة سيد الموقف .‏

وجاء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ليعيد التوازن إلى جميع وسائل الاتصال والثقافة السابقة من إذاعة وتلفاز ومسرح وسينما ، وأضفنا إليها الجوال والحاسوب وإذا كان اولئك يتغنون بزمن الفن الجميل ، فإننا نستطيع بكل ثقة أن نطلق على عصرنا (زمن التنوع الجميل ) وأن نرثي للجيل السابق عدم تمتعه بهذا التنوع .‏

ربما يقولون إن الغث كثير في إنتاجات الألفية الثالثة ، ونحن نقول : إن الغث والسمين موجودان في كل عصر ، بل كان الغث في زمن مضى أكثر سوءاً مما هو عليه الآن ، وكم أفسد فن الزمن الجميل من إناس وكم ساهم في انهيار قيم جميلة كانت سائدة في فترة سابقة.‏

إن التنوع الكبير في الدراما والموسيقا والبرامج ، لا مثيل له في زمن مضى ، وفيه الغث والسمين حقا ، لكن إنسان العصر أصبح على درجة من الوعي تسمح له باختيار الأجمل سواء للترفيه أو المعرفة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد قاسم
محمد قاسم

القراءات: 1986
القراءات: 1081
القراءات: 1054
القراءات: 1194
القراءات: 1314
القراءات: 1141
القراءات: 1010
القراءات: 1095
القراءات: 1020
القراءات: 1196
القراءات: 1265
القراءات: 1113
القراءات: 1499
القراءات: 1110
القراءات: 1293
القراءات: 1271
القراءات: 1719
القراءات: 1119
القراءات: 1690
القراءات: 1128
القراءات: 1141
القراءات: 1415
القراءات: 1316
القراءات: 1208
القراءات: 1989

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية