ويرثي الذين ابتكروا تلك العبارة لجيل القرن الحادي والعشرين الذين لم ينتجوا مثل ذلك العنف.
وفي مثل عبارة (الفن الجميل ) كثير من المغالطات و بل أرى أن تعميم مثل هذه العبارة دليل أفلاس ، لأن الوقائع الملموسة تشير إلى انتاجات فنية راقية على المستويين الفني والفكري. وإذا اردنا تقسيما حقيقيا لوسائل الاتصال والإعلام مع عصرها، نلاحظ أن فترة الأربعينات بداية انتشار الاذاعة والسينما وليزداد انتشار كل منهما في العقدين اللاحقين ولكل جمهوره ، بل كان عصر الستينيات عصر الاذاعة بحق ، والسبعينيات عصر السينما ، حتى إذا جاءت الثمانينات نجد التوسع الأكبر كان للتلفزيون وليزداد انتشاره في التسعينيات بعد ظهور الفضائيات ولتصبح الشاشة الصغيرة سيد الموقف .
وجاء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ليعيد التوازن إلى جميع وسائل الاتصال والثقافة السابقة من إذاعة وتلفاز ومسرح وسينما ، وأضفنا إليها الجوال والحاسوب وإذا كان اولئك يتغنون بزمن الفن الجميل ، فإننا نستطيع بكل ثقة أن نطلق على عصرنا (زمن التنوع الجميل ) وأن نرثي للجيل السابق عدم تمتعه بهذا التنوع .
ربما يقولون إن الغث كثير في إنتاجات الألفية الثالثة ، ونحن نقول : إن الغث والسمين موجودان في كل عصر ، بل كان الغث في زمن مضى أكثر سوءاً مما هو عليه الآن ، وكم أفسد فن الزمن الجميل من إناس وكم ساهم في انهيار قيم جميلة كانت سائدة في فترة سابقة.
إن التنوع الكبير في الدراما والموسيقا والبرامج ، لا مثيل له في زمن مضى ، وفيه الغث والسمين حقا ، لكن إنسان العصر أصبح على درجة من الوعي تسمح له باختيار الأجمل سواء للترفيه أو المعرفة .