فبدبلوماسية نشطة تسابق الزمن حضنتها الجامعة العربية واستلمت زمامها دولة قطر الشقيقة وضعت أزمة دارفور المتشابكة والمعقدة على سكة حل يقود أطراف النزاع والجماعات المسلحة ودول الجوار الى طريق السلام بعد أن استقر ملف دارفور على طاولة مفاوضات الدوحة بجولات أظهرت فيها الدبلوماسية القطرية كفاءة في جمع الاطراف المتنازعة وتبدو في مراحل شبه نهائية لحل يؤكد أهمية وحساسية الثقل العربي في حل قضايانا وسط تزاحم الملفات الخطرة التي تعصف بنا ومنها بالطبع ملف دارفور الذي وفرت له القيادة السودانية كل مستلزمات نجاح الحل بتحسين الاوضاع الانسانية والامنية والسياسية لتضعها على طاولة جولة الدوحة التي بدأت أمس لتنطلق رسمياً في 24 الجاري حاملة آمالاً لايستهان بها للتفاهم بين أطراف النزاع ولجعلها مختلفة عما سبقها من لقاءات لاحتواء تفاعلات البعد الخارجي والتجاذبات الدولية والتي كان لها الاثر الاكبر في تأجيج النزاع ومحاولات تدويله بما يحمل ذلك من مخاطر على وحدة التراب السوداني المهدد بالتقسيم جنوباً وغرباً وشمالا.ً بشهادة كبير مفاوضي الامم المتحدة والاتحاد الافريقي فإن مفاوضات الدوحة القادمة هي المفتاح لحمل اطراف النزاع على التعهد بوقف الاقتتال واتخاذ ترتيبات لانهاء الحرب قبل الانتخابات العامة في نيسان القادم.
بالتأكيد لم تألُ القيادة السودانية جهداً في تحسين الاوضاع بدارفور المستهدف بزخم حملات إعلامية قادتها جماعات صهيونية في الغرب وكونت منظمة تحالف إنقاذ دارفور التي صورت مايجري فيه «بالابادة الجماعية» وقادت بضغوط اميركية لاستصدار مذكرة الجنائية الدولية بحق الرئيس عمر البشير.
ليس خافياً الدور الصهيوني القذر في أزمة دارفور والتي حاولت اسرائيل من خلاله التغطية على مجازرها في فلسطين ولبنان بينما استخدمتها واشنطن للتغطية على ارتكاباتها في العراق وافغانستان والتعذيب والسجون السرية.
حل قضية دارفور عربياً وإفريقياً انجاز يعزز التضامن العربي ويحمي السودان ويضخ آمالاً بقدراتنا في دفع المخاطر التي بدأت بالعراق وامتدت للسودان والصومال وتهدد الآن اليمن بمحاولات تدويله بحجة مكافحة مايسمى «الإرهاب».