إذا كانت الفلسفة كما وُصفت ترتكز على التفكير التأملي وممارسة الحوار, فإنها تبدو اليوم حليفاً مهماً حقاً في عالم يكره التعدد والتنوع.
من سمات الفلسفة الضرورية, تربية الفكر النقدي, وهذا بدوره يشكل صمام أمان لأي مجتمع من احتقانات تنمو في الزوايا البعيدة المهملة والتي لم يطلها نقد أو محاولة بناء حوار مع ساكنيها..
يفترض العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013- 2022) بناء حصون للسلام.... أين؟!
في عقول البشر كافة.. وهذا لن يتحقق بطبيعة الحال دون حوار بين مكونات هذه الثقافات والاعتراف بوجودها وحقها في ممارسة خصوصيات كل منها, وأنها لون آخر ضمن طيف الألوان التي تتوحد لتشكل أبيض هذا العالم المُفتقَد.
على الفلسفة - كفاعلية نقدية وجسر حوار مع الآخر - أن تخرج من الكتب وقاعات التدريس إلى الحياة اليومية للبشر. تبدو منطقيةً هذه العلاقة المتبادلة بين النقد والحوار وهذا للأسف ما نفتقده وبشدة في كثير من مناحي حياتنا.
لندرك التغيير علينا أن نؤمن به أولاً.. وببديهياته كذلك.. التغيير يستلزم فكراً نقدياً يفترض وجود آخر أنتقده لأحاوره - لا ليكون عدواً - ثم ليغيّر كل منا ما يساعد على بلوغ منطقة مشتركة نتبادل فيها المصالح والعيش بسلام.
أليس مهماً إذاً أن ندعو بعضنا لممارسة قليل من التفلسف!
suzan_ib@yahoo.com