فالتضليل الإعلامي عملية بث للمعلومات المغلوطة بهدف تضليل الرأي العام وتوجيهه في اتجاه محدد مسبقاً يخدم أغراض القائمين بعملية التضليل. وإذا كان ذلك ينطبق على ما تقوم به وسائل الإعلام المعادية والمشاركة في المؤامرة على سورية فإن الأمر نفسه ينطبق على ظاهرة اتسعت دائرة انتشارها وأصبحت مصدراً للقلق في العديد من وقائع العمل وفي الحياة الاجتماعية سواء لجهة القلق على الوعي المجتمعي عندما يصل إلى مرحلة تصديق أي شي والسير خلفه والترويج له أو لجهة غياب الآلية الواضحة التي تقطع الطريق على كل من يحاول تضليل وتلفيق المعلومات التي تتصل بالشأن العام وهواجس الناس أو المزاج الشعبي نأخذ مثالاً من واقع الحال: المعلومات المغلوطة التي يروجها صناع الشائعات حول ما سمي بتشكيلة حكومية مسربة. ليست المشكلة في تغيير أو بقاء الحكومة.. وليست في صحة بعض الأخبار المتداولة أو أنها مجرد شائعات، والمشكلة أيضاً ليست في من يذهب ومن يأتي.. إنما في تفاقم وانتشار ظاهرة نشر الإشاعات والترويج لها واختلاق المعلومات الكاذبة والأخبار الزائفة وتناقل الأنباء المغلوطة والقيام ببثها والتسابق للتعليق حولها وكثرة البلبلة فيها لتحقيق أهداف يريد مروجوها أن يحققوها.
البعض وللأسف مبتلون بهذا المرض ومصابون بداء الترويج للإشاعات وعندهم هوس واحتراف في خلق الإشاعات وحب تناقلها..
الأخطر من ذلك قلة العقل عند بعض المراجعين للشائعات الذين يتلقفونها ويروجون لها دون أن يتوافر فيها الحد الأدنى من قابليتها للتصديق، الأمر الذي يكشف ضعفهم وأميتهم في معرفة آليات العمل في مؤسسات الدولة وقوانينها ومراسيمها، فإما أننا لا نشغل عقولنا أو أننا أصبحنا دريئة لحرب الفيسبوك.
الأغرب في نقل وتداول الشائعات هو القص واللصق رغم الأخطاء النحوية والإملائية.. ونقل ونشر النصوص دون أن يكون لنا رأي أو أي لحظة تفكير وتأمل. الأكثر غرابة مثل هؤلاء الذين تردهم معلومات من مصدر موثوق..؟!
ارحموا عقولكم إن لم تكن ماتت أو أصبحت أسيرة للشائعات وقابلة لتصديق أي شيء. ولا تنسوا أن الشائعات تختبر الوعي والثقافة والخبرة لأن هذه المقومات عندما تتوافر لا يستطيع صناعها أن يستخفوا بالمتلقين ولن يتجرأ أحد على الترويج لشائعة واحدة وإن فعل تموت بمكانها، فالوعي هو السلاح الأقوى دائماً في مواجهة التضليل.