عليكم أن تعلموا أن المرء بفضيلته لا بفصيلته وبكماله لا بجماله وبآدابه لا بثيابه واعلموا أيضا يا عدتي وعتادي أننا سننزل الى السوق بناء على إلحاحكم ورغبتكم وسألفت انتباهكم نحن سندعي ونتخيل أننا ذاهبون للتسوق وشراء ملابس وأحذية العيد ومتفرقاته مع فارق بسيط وهو أننا لن نكتفي بعدم شراء ما نحتاج وما يلزمنا وما هو ضروري لكن علينا أن لا نتجاوز الحد ونتوقف عن الحلم فالعسل شيء وثمن العسل شيء آخر?!!
فقط سنتمتع بالتطلع الى الواجهات ونختار الأجمل والأكثر موضة وأناقة لكن فيما بعد وفيما بعد تعني تاريخيا واقتصاديا (أيام التنزيلات) سنهب هبة فرد واحد ونلتهم ما وفروه لنا من بضائع أوكازيونية خلبية الأسعار والجودة.
على أرض الواقع جغرافياً ( في شارع الحمراء-الصالحية-سوق الحميدية-باب توما..وغيرها في دمشق) اتضح لهم أي لفلذات كبدي بالعين المجردة حجم الكتل البشرية الزاحفة للأسواق التي اكتفت مثلنا بالفرجة والبحلقة بالواجهات واختيار ما شاء لهم من (متع الدنيا الزائلة)!!
المفاجأة أننا جميعاً رواد الأسواق في هذه الأعياد المباركة رحنا نخفف عن بعضنا بعضا العيد هو فرحة اللقاء لا فرحة الشراء ولا متعة الشواء.
بغياب الدراهم يصبح البلسم هو الصبر ومع مرور الزمن ورقة التوت تصبح حريرا وبالصبر تدوم النعم على قلتها!
اللهم عوض على كل من دين ويسر قضاء دين كل من استدان وفرج كرب المحرومين وحقق حلم الحالمين.
واعلموا يا أبنائي ويا ناسي أن بكرة أحلى واجعلوا من بيت شعركم هذا شعارا في كل مناسبة وعيد (كما أفعل أنا)..
لا تحقرنَّ الفقير علَّك أن
تركع يوما والدهر قد رفعه