تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشكوى لا تكفي ..!

الكنز
الثلاثاء 26-11-2019
يونس خلف

لعل السؤال المطروح اليوم إزاء ما يحدث في أسواقنا المحلية وخاصة بعد الإعلان عن زيادة الرواتب رغم أن الزيادة لا علاقة لها بما يحدث في الأسواق: كيف يجب أن نتعامل مع هذه الحالة ونحن نجد أنفسنا تحت سيطرة الأسعار التي

يتحكم بها تجار الجملة والمفرق وفق ما يريدون ويشتهون؟ الجميع يتحدث عن أهمية ضبط الأسواق وقمع المخالفات لكن هل تكفي تعاميم وزارة التجارة وحماية المستهلك وهل تكفي لجنة أو فريق عمل واحد أم إن هناك إجراءات أخرى يجب أن تتوافر بالتوازي مع هذا العمل وفي مقدمة ذلك آليات العمل القادرة على إعادة الهيبة للأسواق وفرة المواد والسلع الأساسية في مؤسسات التدخل الإيجابي.‏

وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك طلبت من مديرياتها في المحافظات تشديد الرقابة على الأسواق وضبط المخالفات المتعلقة بزيادة الأسعار أو بعدم تداول الفواتير وعدم حيازتها أو المتعلقة بمواصفات المادة وصلاحياتها.‏

الموظفون يتحدثون بأنه قبل أن يقبضوا زيادة رواتبهم استقبلوها بزيادات كبيرة على الأسعار وأن الفرحة بزيادة الرواتب لم تتم فهم لم يقبضوها ومع ذلك امتصها المستغلون من بعض التجار والباعة الصغار.‏

بعض التجار عمد إلى الامتناع عن البيع ومنهم من أغلق محله ومنهم من رفع أسعار مواده.‏

بعض التجار يقولون ليس بيدنا رفع الأسعار ونحن لا نرغب برفعها ولكننا أجبرنا على ذلك فقد رفعها التجار واضطررنا لرفعها.‏

أصحاب الشأن في وزارة حماية المستهلك يناشدون المواطن بالتعاون والإبلاغ عن أي حالة تلاعب بالأسعار أو الامتناع عن البيع من قبل أي بائع قد يتعرضون لها وألا يخجلوا من الشكوى أو أن يشفقوا على من يسرقهم وأن أرقام الشكاوى معروفة والدوريات مناوبة ومستنفرة.‏

البعض أيضاً يرى أن الإشكالية في أسلوب الرقابة والاعتماد على شكوى من المواطن ويفترض أن يذهب المراقب التمويني إلى المحال بصفة المستهلك ولا يعرف عن نفسه لتجنب التلاعب بالأسعار وأن الرقابة يجب أن تكون حتى على المراقب نفسه.‏

لكن أصل الحكاية أن الرقابة التموينية فقدت هيبتها ولم يعد أحد يحسب لها حساباً بدليل أن هناك من أصبح يقول علناً هذه هي الأسعار ومن لا تعجبه ليذهب إلى التموين ويشتكي. ترى هل المشكلة هنا تقتصر على مخالفة الأسعار فقط أم إنها أخطر بكثير عندما تصبح ظاهرة بحد ذاتها عنوانها المخالفة والتجاوز والاستغلال وعدم احترام الأنظمة والقوانين وعدم الخوف من أي محاسبة وأكثر من ذلك الهيبة المفقودة في الأسواق.! والسؤال الآخر: عندما لايشتكي المواطن هل يجوز أن تكون آلية العمل تعتمد على الشكوى فقط ؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 يونس خلف
يونس خلف

القراءات: 517
القراءات: 598
القراءات: 559
القراءات: 504
القراءات: 619
القراءات: 536
القراءات: 634
القراءات: 567
القراءات: 629
القراءات: 660
القراءات: 626
القراءات: 668
القراءات: 572
القراءات: 566
القراءات: 721
القراءات: 613
القراءات: 698
القراءات: 557
القراءات: 735
القراءات: 532
القراءات: 592
القراءات: 680
القراءات: 570
القراءات: 752
القراءات: 589

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية