جديدة للتعامل مع الشأن العراقي, وثمة ما يعتقد الكثيرون أنه ولوغ أميركي في الخطأ الفادح الذي ارتكبته سياسات الادارة الاميركية في العراق, في احتلاله أولاً, ثم في محاولة تحويله الى نقطة انطلاق لعملية تغيير واسعة النطاق تشتمل على الشرق الأوسط بأسره.
وقد يظن البعض أن الاضافات التي وردت في الاستراتيجية الجديدة على لسان الرئيس بوش,خاصة مايتصل بإعلانه عزم ادارته نشر شبكات من الصواريخ المضادة للصواريخ( باتريوت) لايعدو كونه محاولة لذر رماد العجز والفشل الاميركيين في العيون, وان زيادة عديد القوات الاميركية في العراق هو محاولة أخرى لايهام العالم باستعداد اميركا للذهاب في العراق الى أبعد مما ذهبت إليه في فيتنام.
غير أنني لاأرى التفسير لمثل هذه الاضافات على هذا النحو, بل اراه على نحو آخر يقوم أولاً على تغيير سياسي كبير تفرضه تبدلات وقائع الصراع على الأرض. بمعنى أن لدى ادارة الرئىس بوش فرصة لتوحيد الداخل السياسي الأميركي واستعادة الاغلبية الحزبية الديمقراطية الجديدة في الكونغرس للاصطفاف الى جانب ادارته وسياساتها,من خلال افتعال حرب محددة عنوانها( حماية اسرائىل) حرب لايمكن لتلك الاغلبية الديمقراطية إلا أن تصطف الى جانب ادارة الرئيس بوش في خوضها..ويأتي الاعلان عن شبكات (الباتريوت) على اراضي مجموعة من الدول في المنطقة قال الرئىس بوش بأنها حليفة أميركا, كمقدمة تمهيدية للسير باتجاه خوض تلك الحرب والتي ستكون بالطبع على الجبهة الايرانية. وتستهدف المنشآت النووية الايرانية.
ليست مجرد اضافات لذر رماد التعمية أو تغطية عجز وفشل بل هي عمل مدروس ومنظم وبعيد المدى, ويقوم على استخدام شبكات الصواريخ هذه بمحاولة اجهاض وامتصاص الرد الصاروخي الايراني المتوقع على الهجوم المفترض الذي سيستهدف المنشآت النووية.
إنها تقديم لجبهة على أخرى من جبهات الحرب الاميركية,وتمهيد أولي لها تحت عنوان حماية حلفاء أميركا وطمأنتهم, وعلى جبهة تكاد اميركا تجمع بكل تياراتها وقواها السياسية على خوض أي حرب فيها, طالما كانت هذه الحرب.. من أجل حماية اسرائيل!!