تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أصابع عرجاء لأزمنة عرجاء

معاً على الطريق
الأربعاء 18-7-2012
نبيه البرجي

أن تكون الأصابع عرجاء أيضاً!

بعدما تحدثنا عن العين العرجاء، وعن الذاكرة العرجاء، وأيضاً وأيضاً عن الرؤوس العرجاء التي جعلتنا ندخل (ودون إمكانية للخروج) في هذه (أو تلك) الأزمنة العرجاء.‏

شعراء وكتاب وصحفيون ومحللون بأصابع عرجاء، لا أحد يعترض على أن يرفعوا الصوت احتجاجاً في وجه أي نظام، وفي وجه أي سلطة، وفي وجه أي ثقافة، ولكن لماذا ذاك الإغفال الهائل للدور الغربي في تحويلنا إلى غرنيكا بشرية، ناهيك عن الغرنيكا الأخلاقية، ولماذا تجنب الحديث عن «إسرائيل» التي بدت، وللعلن، كما لو أنها تحولت إلى الظهير الاستراتيجي لتلك الظاهرة العربية الرثة وحيث من يدعمون «الثورات» بالمال والعتاد عالقون على خاصرة العصر الحجري؟‏

لا مجال البتة للحديث هنا عن النيات الطيبة، وعن الضمير الذي خرج، كما المارد، من القمقم، فالمشهد واضح تماماً كل شيء مبرمج مالياً واستخباراتياً لتزدهر، ثانية، ثقافة الدمى، كم يبدو المشهد مضحكاً ومبكياً في آن: حتى الدمى عندنا عرجاء!‏

نقرأ المقالات الغاضبة، ونتابع المواقف العاصفة على الشاشات التي معظمها احترف صناعة الغرائز، ونظن، للوهلة الأولى، أن ثمة من غسل يديه، وضميره، من تلك التبعية المقززة لهذا البلاط أو ذاك، لنكتشف للوهلة الثانية أن الهجوم لا يطول سوى جهة دون أخرى.‏

تزورنا هيلاري كلينتون من أجل أن تقول لنا إن حل الدولتين لا يزال في البال (بال الديناصور) ولتسدي النصائح حول الديمقراطية التي بالمفهوم إياه الذي سمعناه تكرس الازدواجية والهلهلة ثم لتقدم الفتات كما لو أن المال العربي الباذخ الذي طالما راقص، ويراقص الهباء لم يتحول إلى فضيحة العصر.‏

ألم يقل ريتشارد بيرل «إنهم يدفعون كل ذلك المال للبقاء خارج العصر» وبالرغم من ذلك فإن من يتوسلون أو يتسولون ذلك المال شعراء أم كتاباً أم صحفيين أم محللين، يتحدثون عن الحداثة وعن إعادة هيكلة المجتمعات وعن صياغة الديناميات والرؤى ودون أن يلقوا ولو بنظرة على من يطبقون على صدورنا وعلى أزمنتنا التي تحولت إلى بضاعة كاسدة على أرصفة الأمم..‏

أصابع عرجاء لأزمنة عرجاء!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 850
القراءات: 890
القراءات: 978
القراءات: 1071
القراءات: 1106
القراءات: 1009
القراءات: 907
القراءات: 1114
القراءات: 962
القراءات: 940
القراءات: 1067
القراءات: 1174
القراءات: 1154
القراءات: 1257
القراءات: 1047
القراءات: 1215
القراءات: 1127
القراءات: 1075
القراءات: 1004
القراءات: 1122
القراءات: 1069
القراءات: 1107
القراءات: 1140
القراءات: 1155
القراءات: 1219

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية