فوضعت خطة استراتيجية على شكل سلسلة كتب تحت عنوان (الأمة في خطر) وكان معظمها ينطلق من موضوعات تقوم على تحفيز الأطفال على القراءة، وأصدرت لهم سلاسل من الدوريات وبأعداد هائلة..نحن في سورية لدينا مجلة واحدة للأطفال لو أرادت أن توزع جميع أعدادها لنفدت في حي واحد من مدينة متوسطة، إذ أن ما تطبعه مجلة أسامة لا يتعدى العشرة آلاف نسخة كل أسبوعين..ونحن إذ نفرح باستعادة أسامة لدوريتها شبه المنتظمة إلا أن هذه المجلة التي تحوز على ثقة الأهل مطلوبة بشدة من كل أسرة سورية.
لم أطلب المجلة من مكتبات البيع ووجدتها..والسبب أن الأعداد محجوزة، إذا كنا نتحدث يوميا عن تراجع القراءة أمام التلفزيون لماذا لا نوفر الحافز لمن يريد البديل؟
مجلة أسامة التي احتضنت مساهمات أهم المبدعين السوريين من سعدالله ونوس وزكريا تامر وسليمان العيسى إلى الفنانين ممتاز البحرة وفاتح المدرس وأسعد عرابي..هي مجلة تملك إرثا في قوة حضور لا بد أن نستعيده..خاصة عندما نلاحظ وجود مجموعة كبيرة من مجلات الأطفال الوافدة من الخارج بأعداد كبيرة ومليئة بأفكار لا تخصنا..
مجلة أسامة لا ينقصها سوى مضاعفة كمية النسخ المطروحة وستكتشف وزارة الثقافة أن هناك عطش حقيقي لمجلة أطفال سورية هي بين أيدينا لكننا لا نعرف كيف نبني المعادلة الصحيحة بين المطلوب والمتوفر.
ثمة صحف ومجلات تطبع نسخها في عشرات الدول فهل نشهد تبني المطابع الحديثة لوزارة التربية طباعة مجلة أسامة كواحدة من القيم التي تدخل في صلب عمل وزارة التربية؟