مصر أمام منعطف خطر
البقعة الساخنة الأثنين 18-6-2012م عدنان علي مع انقضاء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المصرية التي تنافس فيها مرشح المجلس العسكري الفريق احمد شفيق ومرشح الاخوان محمد مرسي، تعبر مصر إلى مرحلة دقيقة يرى متابعون انها قد تكون مفتوحة على احتمالات شتى خاصة إذا ما اعترض الفريق الخاسر على نتائج الانتخابات كما هو متوقع، وقد تقود طريقة الاعتراض البلاد إلى مزالق خطرة.
وبعد الخطوات التي أقدم عليها المجلس العسكري وآخرها حل البرلمان المنتخب، وقبلها تخويل الشرطة العسكرية بملاحقة واعتقال المدنيين، والتمهيد لحل اللجنة التأسيسية المكلفة بوضع الدستور، وهي خطوات وصفتها كثير من القوى السياسية بأنها تمثل انقلاباً مضاداً من جانب المجلس العسكري وتهيئة لعودة الحكم السابق، بعد هذه الخطوات تبدو الأجواء مهيأة لتكرار ما يشبه السيناريو الجزائري بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي مثلت بالنسبة لكثير من المواطنين المصريين اختياراً بين خيارين سيئين. ففي حال فاز مرشح الاخوان، فان المجلس سيواصل سياسته المتمثلة في سحب المكتسبات التي يحققها الاخوان عبر صناديق الاقتراع، واذا لم يعمد إلى تزوير الانتخابات لتفادي مثل هذا الفوز، فإنه سيعمل على تقليص صلاحيات الرئيس المنتخب واصطناع عقبات أمامه تمنعه من القيام بمهامه غير المحددة أصلا في ظل عدم وجود دستور يوضحها.
وفي حال فاز شفيق، فإن كثيراً من التوقعات تذهب إلى ان الاخوان لن يقبلوا أن يخرجوا من المولد بلا حمص خاصة بعد تجريدهم من مكسبهم في البرلمان، وقد يلجؤون إلى إثارة الشارع وتخريب الحياة السياسية والحياة العامة، وهو ما يجعل البلاد تقف على منعطفات خطرة لا يمكن التكهن بعواقبها كافة.
|