تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تركيا على المحك

إضاءات
الأربعاء 24-8-2016
أحمد عرابي بعاج

مع الزيارات المتبادلة للمسؤولين الإيرانيين والأتراك والتي تحاول من خلالها إيران جعل تركيا تنزل من أعلى الشجرة دون كسر عنق أردوغان المتعجرف،

فإنه من المبكر حتى للحظة الجزم بمدى تأثير ذلك على الأرض، حيث السياسة تحتاج إلى رصيد في الأفعال يوازيها.‏

فرغم الحديث عن استدارة تركية تجاه الأزمة في سورية والتصريحات المنتقدة لسياسة الحكومة التركية من داخل حزب العدالة نفسها، وإعطاء الانطباع بأن شيئاً ما يمكن أن يسرّع في اعتراف تركي بخطئها في سورية، ولا ندري إن كان ذلك يتعلق بالمنهج أم بالتكتيك السياسي، فإنه يبقى مجرد تكهنات أو استنتاجات.‏

إذا ما زالت الحكومة التركية وأجهزة استخباراتها على حالها في دعم الإرهابيين وتشارك بشكل مباشر في معارك حلب إلى جانب الإرهابيين وتقدم لهم السلاح وتدفع بالمرتزقة إلى داخل حلب من الأراضي التركية ناهيك عن تأمين الملاذ الآمن لهم جيئة وذهاباً طيلة أكثر من خمس سنوات.‏

العصابات الإرهابية وخاصة في ريف حلب أغلبها تأتمر بما تمليه عليها أجهزة استخبارات أردوغان ومنها من سما نفسه «بالجيش الحر» الإرهابي الذي يحركه أردوغان ومخابراته في أي اتجاه وأي معركة يريد أن يفتحها، وبات يعمل بالأجرة مؤخراً حامياً لحدودها ومعابرها في أكثر من مكان.‏

فإذا كانت أنقرة ترغب «فعلاً» في المساهمة في إيجاد حل للأزمة في سورية، والتي كانت إجراءات حكومتها أحد أهم أسباب تفاقمها وخاصة في حلب وريفها، يمكن أن يطرح السؤال التالي: هل ستستمر حكومة أردوغان وأجهزة استخباراته في فتح الحدود وتزويد الإرهابيين بالسلاح والمرتزقة كما هو الحال منذ تدخلها السافر في الشؤون الداخلية السورية واستخدام أوراق مختلفة لابتزاز أصدقائها من قبل مَن تناصبهم العداء؟، أم إنها ستذعن لنداء القانون والحق ومصلحة شعبها وتوقف تدفق المرتزقة والسلاح القادم من دول إقليمية تشاركها العدوان على سورية برعاية أمريكية فاضحة؟!!‏

يبدو أن خلاف أنقرة مع واشنطن على مسائل أخرى مثل الأكراد وموقف واشنطن من الانقلاب على أردوغان الشهر الماضي هي التي تتحكم بسياسة حكومة حزب العدالة، وموقفها من سورية قد لا يتعدى رفع أوراق ابتزاز في وجه أصدقائها فقط.‏

فمازال الحديث عن إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية بعيداً نظراً لعدم وجود رغبة لدى ساكن البيت الأبيض في التقدم بهذا الملف واستمراره بالمراوغة إلى حين قدوم رئيس جديد للولايات المتحدة.‏

فالانتخابات الأمريكية تجعل المغامرة في أي اتجاه تصعيدي أو تفاوضي أمراً في غاية التعقيد والحساسية لدى الناخب الأمريكي، وهو ما يجعل أوباما يراوح في المكان على أحسن تقدير.‏

روسيا وإيران تحاولان حالياً إقناع تركيا بأن دورها التخريبي في سورية قد شارفت صلاحيته على الانتهاء وأنه لا مستقبل لمرتزقتها في معركة تحرير حلب وهي محاولة قد يكون عليها مثل ما لها، ولكن «وربما» يحرر ذلك عقل أردوغان الذي كرّسه للإرهاب وافتعال المشاكل مع جوار بلاده، بدل أن يلتفت إلى البناء ورفاهية شعبه الذي تلوّع من الإرهاب الذي تربى في أحضان حزب العدالة والتنمية.‏

وآخرها التفجير الإرهابي في غازي عنتاب جنوب تركيا الذي وصلت حصيلته إلى 54 قتيلاً لا ذنب لهم إلا أنهم مواطنون أتراك في زمن حزب العدالة والتنمية المتحالف مع الإرهاب والذي فتح أراضيه وحدوده لـ«داعش» وجيش الفتح وغيرهم من مسميات لتنظيمات إرهابية لا تعرف إلا القتل وسيلة، فهل تحصل الاستدارة؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2306
القراءات: 1744
القراءات: 1819
القراءات: 1860
القراءات: 2131
القراءات: 1990
القراءات: 1999
القراءات: 1942
القراءات: 2041
القراءات: 2002
القراءات: 2262
القراءات: 2103
القراءات: 2133
القراءات: 2135
القراءات: 2239
القراءات: 2286
القراءات: 2269
القراءات: 2414
القراءات: 2503
القراءات: 2351
القراءات: 1623
القراءات: 2399
القراءات: 2455
القراءات: 2446
القراءات: 2544

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية