|
|
الانتصار للحق وشرعته حدث وتعليق فقد ظل هذا الجهد يواجه التعثر والاصطدام بالسياسة الصهيونية ، المتعنتة الرافضة للتسوية بالصيغة التي نصت عليها مرجعية مدريد ، وقرارات الشرعية الدولية و القائلة بمبدأ الأرض مقابل السلام ، وبقي بلا طائل ودون نتيجة عاجزاً عن تقديم شيء يمكن أن يشكل إسهاماً ، في نزع فتيل التوتر وإعادة الاستقرار إلى هذا الجزء المضطرب والمتفجر من العالم . ولا نعتقد بأن أحداً بمن في ذلك الجانب الأوروبي لا يقر : بأن مرّد ذلك يعود إلى الدبلوماسية الناعمة المنتهجة حيال تل أبيب ، وإلى السياسات إياها المحكومة بما يسمى (عقدة الذنب) الممالئة في أغلب الأحيان ، والممتنعة حتى اللحظة عن اتخاذ مواقف منصفة ولو في الحدود الدنيا ، تتعارض مع مشروعها العدواني التوسعي ، وحلمها في إقامة الدولة التوراتية المزعومة على أنقاض العرب وفوق أشلائهم . والمراجعة لهذه السياسات والمواقف والتصويب لها ، في ضوء الاحتقانات الكبيرة والتطورات الخطيرة والمفتوحة لمسار الصراع ، الذي لا مفر لأوروبا من التأثر بمنعكساته وحرائقه ، تبدو اليوم أكثر من ضرورة وواجباً ملحاً على الأوروبيين بلا استثناء ، الذين عليهم أن يتلمسوا بعد هذه العقود الطويلة : أن مصالحهم الحيوية والإستراتيجية تكمن هنا ، وفي إرساء سلام عادل وشامل ووطيد لا مكان فيه للقهر والظلم والاحتلال . وإذ نكرر : أن لأوروبا دوراً مهماً وفاعلاً في العملية السياسية ينبغي الاضطلاع به دون تأخير، فإن القول : إن أي جهد لا يقترن بمواقف حازمة وإجراءات عملية ملموسة وضاغطة طال انتظارها ، تكفر عن الماضي وعن كل ما أصاب المنطقة وأهلها من آلام - تنتصر للحق وشرعته على عربدة العدوان والاحتلال ، وتكون ملزمة للكيان الصهيوني العنصري بإعادة ما اغتصبه من أراض وحقوق ، هو نوع من العبث والتدوير للأزمة وللصراع في هذه المنطقة ، الوثيقة الارتباط بوضعها في سلام واستقرار العالم .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
