للنيل من مواقف سورية وصمود شعبها وجيشها الذي ما زال يسطر أروع صفحات البطولة والفداء على مختلف الجغرافية السورية ...! ثلاث سنوات من الإرهاب الملون بكل صنوف القتل والدمار , أثقلت كاهل المواطن السوري كما المؤسسات الاقتصادية والصناعية وحتى الخدمية الحكومية منها أو الخاصة , حيث لم ينج قطاع من إرهاب العصابات المسلحة التي عاثت فسادا ودمارا طال الحياة الاقتصادية والاجتماعية في سورية .
ورغم هذا الحصار والدمار تدخل الأزمة السورية عامها الثالث واقتصادنا الوطني ما زال متماسكا قويا محافظا على قدرته للمواجهة والصمود , حيث لم يسجل طيلة أشهر الأزمة الماضية فقدان مادة أو سلعة غذائية أو دوائية , أضف إلى استمرار العمل المؤسساتي كما يجب داخل المدن السورية , حيث لم تتوقف يوما منظومة العمل الحكومي , وأينما حل واتجه المواطن بفعل التهجير ألقسري , يجد الدولة حاضرة بكل مقوماتها لاحتضانه وتقديم سبل الرعاية اللازمة له , سواء بتوفير مراكز الإيواء للمهجرين أو بتقديم كل أنواع الدعم الغذائي والدوائي والخدمي وفقا للإمكانات المتاحة , المهم أن الجميع يلجا إلى كنف الدولة بكل ما تعني الكلمة من معنى لان جل المواطنين الذين عاشوا أشهر طوال تحت سطوة إرهاب المسلحين في المناطق المحاصرة ذاقوا كل أنواع الذل والهوان , واقتنعوا أن الدولة تبقى المظلة التي يستظل بها المواطن , وهي رب الأسرة الرءوف الذي يحنوا على أبنائه في كل الأوقات وخاصة العصيبة منها ...!
فالصمود الذي بلغه اقتصادنا الوطني طيلة السنوات الثلاث افشل خلالها كل المخططات التآمرية الهادفة لضرب الاقتصاد الوطني بالصميم ومرد ذلك إلى السياسة التي اتبعتها الحكومة منذ بداية الأزمة لتاريخه , إلى جانب صمود المواطن السوري الذي استوعب الواقع وتحمّل الكثير من الآلام التي طالت حياته ولقمة عيشه اليومية , إضافة إلى الانجازات الميدانية والتضحيات التي بذلها جيشنا الباسل لتعزيز هذا الصمود , كل ذلك شكّل منظومة ثلاثية داعمة تمثلت بقوة وتماسك الجيش والإرادة الشعبية للمواطن مترافقا مع السياسة التي اتبعتها الحكومة خلال الأزمة , تلك العناصر مجتمعة كان أثرها ايجابيا في المواجهة عندما استطاع اقتصادنا الخروج منها بأقل الخسائر ما أعطى قوة ودعم كبيرين لترسيخ هذه المواجهة حتى الآن ...!
وفي سبيل تعزيز الصمود الوطني السوري المشرف والحفاظ على سيادة واستقلال القرار السوري للوقوف أمام كل أشكال الإرهاب بما فيه الإرهاب الاقتصادي , علينا مضاعفة مقومات هذا الصمود عبر تماسك ثلاثية الجيش والشعب والحكومة وتلاحمها لان السياسة القوية تحتاج إلى اقتصاد قوي وهذا يحتاج إلى تعزيز حضور الدولة وتقوية دورها الاقتصادي والاجتماعي ولا يتم ذلك إلا عبر حماية الإنتاج الوطني بكل قطاعاته وتمتين التدخل الايجابي للدولة بشكل فعلي والسعي الجاد لترجمة ما تقره الحكومة على ارض الواقع سواء بتحسين الوضع المعيشي وضبط الأسعار أو لجم الفلتان ألسعري والرقابي الذي ما زال يشوبه الكثير من الخلل رغم كل المعالجة ...!
أخيرا نؤكد أن دائرة النجاح والصمود لا تكتمل بالسنوات الثلاث فقط , بل عبر الاستمرار بهذا الصمود إلى نهاية الأزمة , لان الشعب السوري ابتكر من رحم الأزمة أسلوبا للمواجهة بالانسجام مع الجهد الحكومي ومؤسسات الدولة التي ما زالت حاضرة بكل مقوماتها فهل نجسد ونعزز اليوم هذا الصمود ..!؟
Ameer-sb@hotmail.com