إنها الأشياء التي لا نعرف أننا لا نعرفها.. هذه جملة تُنسب إلى وزير دفاع أمريكي.
بغض النظر عن قائلها, فهي جملة تحتوي معادلة من ثلاثة عناصر: ما نعرف أننا نعرفه, ما نعرف أننا نجهله, وما نجهل أننا نجهله!
المعرفة بابٌ مفتاحه السؤال.
أن لا نعرف أمراً ما, فهذا لا يعني أنه غير موجود.. هو فقط خارج إدراكنا.. وربما فوق قدرة لواقطنا الخمسة.. المعرفة إدراك.. والإدراك وعي.. وكل ما هو خارج الوعي ليس بالضرورة مجهول أو غير موجود.. إننا ببساطة لا نعرف الطريق إليه.
وبالحديث عن الطريق, هناك من يشق طريقاً لم يسبق له أن كان, وهذا أسمّيه رائداً.. وهناك من يسير على طريق متّبعاً أثر الخطوات التي سبقته, لا يطمح حتى بتعديل المسار, أو باختراع طريق جديد!
المعرفة والطريق وجهان لسؤال واحد.. وجهان لروح وثّابة, وعقل قلق: والقلق في حالة البحث عن المعرفة صفة محمودة بالتأكيد.
تخيّلْ أرضاً شاسعة لا طرقات ولا دروباً فيها.. ما الذي ينتابك وأنت تقف على حدود غير واضحة.. أو جهات غير محددة؟
بعضنا سيشعر بالارتباك والخوف وربما بالشلل والضياع.. وبعض آخر سيفكر ملياً بأن هذه المساحة ما هي إلا خريطة لاحتمالات غير محدودة لشق طريق.. كل منها يؤدي إلى مكان أو جهة مختلفة.. سيكون الشعور الأكثر فرحاً أن تتاح لنا فرصة معرفة معظم تلك الاحتمالات واكتشاف نهاية كل طريق..
أن تبدأ الخطوة الأولى هو عمل ريادي.. أن تشعل الضوء لعبور النفق فذلك عمل ريادي.. أما غير ذلك فهو اتبّاعٌ يقود إلى طرقات ونتائج معروفة مسبقاً.
suzan_ib@yahoo.com