تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مكمن المشكلة والحل

اخبـــــــــــــــــار
الاثنين 6-7-2009
محمد خير الجمالي

آخر ما صدر من مواقف اسرائيلية وأميركية بخصوص مسألة الاستيطان هو رفض وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان أي وقف لبناء المستوطنات واقتراح ايهود باراك وزير الحرب تجميد الاستيطان مقابل التطبيع مع الدول العربية,

واقتراح الولايات المتحدة -حسب يديعوت أحرونوت- فتح الاجواء العربية أمام الرحلات الجوية الاسرائيلية مقابل التجميد..!‏

وبعيداً عن موقف ليبرمان الذي يشكل تكراراً ممجوجاً للرفض الاسرائيلي الثابت لأي وقف أو تجميد للاستيطان, فالجديد في الموقف من هذه المسألة هو ربط التجميد بالتطبيع مع العرب أو بفتح الاجواء العربية أمام الطيران الاسرائيلي في خطوة تطبيعية عبر الجو هذه المرة.‏

لماذا يتقاطع موقف باراك مع الموقف الاميركي في هذا الربط.. وما الذي يعنيه بين مسألتين لا يجوز الربط أصلاً بينهما بحكم القانون الدولي الذي يعتبر الاستيطان جريمة حرب موصوفة لاستهدافه تغيير الوضع الديمغرافي في المناطق المحتلة, ويعتبر التطبيع موضوعاً سيادياً للدول من حقها أن توافق عليه أو تمتنع عنه..؟.‏

في دوافع التقاطع نجد أن الهدف هو ايجاد مخرج للخلاف الدولي الاسرائيلي والذي باتت أميركا طرفاً فيه مع العالم حول الاستيطان عبر جعل التجميد شرطاً للتطبيع بأي وسيلة كانت وبشكل يجعل هذا المخرج يتم بتنازل العرب عن أحد أهم حقوقهم السيادية, لكي يقال من بعد إن حكومة نتنياهو جمدت الاستيطان مقابل هدف حيوي واستراتيجي هو التطبيع, وإن أميركا ألزمت اسرائيل بالتجميد فمهدت بذلك الطريق الى السلام وأنهت خلافها مع اسرائيل حوله وعلى المنتقدين في العالم أن يحذوا حذوها..!.‏

وفي المعنى فلا نجد هذا الربط القسري سوى محاولة لابتزاز فاضح ومكشوف للعرب يقوم على مقايضة تجميد الاستيطان بتطبيع جماعي معهم ليسوا ملزمين به لأن السلام أصلاً يعني إنهاء حالة الحرب وليس فرض التطبيع بالابتزاز.‏

واستتباعاً نذكر بأن المشكلة لا تكمن في التطبيع ولا تقتصر على تجميد الاستيطان فقط, بل تكمن أولاً وأخيراً في الاحتلال والاستيطان ككل وفي الحصار الجائر على غزة ورفض اسرائيل الاستجابة لمتطلبات السلام المحددة بالانسحاب الكامل والاعتراف بالحقوق العربية والفلسطينية, والمعالجة بطريقة الابتزاز والمساومة والمقايضة على تجميد الاستيطان أو انسحابات جزئية أو تنازل العرب عن حقوقهم السيادية لن يؤدي الى الحل والسلام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 994
القراءات: 975
القراءات: 916
القراءات: 1045
القراءات: 1010
القراءات: 980
القراءات: 982
القراءات: 940
القراءات: 1138
القراءات: 1028
القراءات: 1053
القراءات: 1604
القراءات: 1184
القراءات: 1110
القراءات: 1042
القراءات: 1027
القراءات: 1097
القراءات: 1100
القراءات: 1152
القراءات: 1172
القراءات: 1094
القراءات: 1217
القراءات: 1270
القراءات: 1289
القراءات: 1120

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية