التي تقام على الملعب البلدي في محافظته فقط، إذ أن وقته لا يتيح له ان يرافق الفريق في مبارياته التي تقام في المحافظات الأخرى.
وقد اعتاد ذلك الكاتب خلال هذه السنين كلها، أن يجلس بين الجمهور، لا بل القادم من خارج الملعب لن ينتبه الى أنه كاتب او صحفي، بل يبدو وكأنه واحد من هذا الجمهور الظريف الذي يحب فريق محافظته، ويدعمه،،يغار عليه من نسمة الجنوب.. كما غنت كوكب الشرق السيدة أم كثلوم.
ذات مرة سمع الكاتب حوارا ًبين مجموعة من الشبان الذين كانوا جالسين بالقرب منه فنقله إلينا مثلما سمعه، حرفياً، على النحو التالي:
قال الشاب الأول: يا شباب، سمعت لكم سمعة.. يقولون إن بعض الفتيات بودهن أن يحضرن الى الملعب ويشاهدن المباريات.
قال الشاب الثاني وهو غير مصدق: بصلاة محمد، ويدي على رأسك، هذا الكلام صحيح؟
قال الأول: أقسم بعرض أختي أنه صحيح.
نط الشاب الثالث من مكانه، وفقس بإصبعيه الوسطى والابهام وقال: إذا كان هذا الحكي صحيحاً، فهذا يعني أن بيتنا خرب.
اعترض الشاب الرابع قائلاً: لماذا يخرب بيتنا يا أبا الشباب؟ هل يوجد احلى من البنات وحضور البنات؟
قال الثالث: أنت لم تفهم عليّ بلا مؤاخذة. يا فهمان، إذا البنات حضرن، وكانت المباراة شغالة، وواحد من الفريق التاني دحم واحداً من فريقنا وأوقعه على الأرض، أليس المفروض بنا أن نسبه؟
قال الثاني: معلوم، لازم نسبه.
قال الثالث: وإذا الحكم تآمر مع الفريق الثاني، ألا يجدر بنا أن نسبه هو الآخر؟
قال الثاني: أكيد سنسبه، هل يعقل أن يتآمر علينا ونسكت؟
هرش الشاب الأول رأسه حائراً، ثم أتته جهنمية فكرة فقال:
إنكم تستعجلون الامور كثيراً. طيب، ما رأيكم لو كانت البنات اللواتي سيحضرن المباراة مثلنا؟
قال الرابع: كيف يعني مثلنا بلا منقودية؟
قال الأول: قصدي لربما يسببن على لاعبي الخصم و الحكام مثلنا ؟
فانفرجت أسارير الشبان الثلاثة وقالوا بصوت واحد: إذا كانوا مثلنا معناها المشكلة محلولة، فليحضرن، وعلى رأسنا وأعيننا.
وقال الرابع: ليحضرن، وأقسم بعرض أختي أنا أدفع عنهن أجرة الدخول الى الملعب وفوقها أضيّفهن كازوز على حسابي!