تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أردوغان المعلق من عرقوبه!

معاً على الطريق
الاثنين9-9-2019
مصطفى المقداد

تخبو الأحلام وتتراجع الطموحات وتضيع الآمال العثمانية أمام الوقائع والمستجدات الميدانية،

والانتصارات الشكلية في البدء بتنفيذ دوريات تركية أميركية مشتركة في منطقة الحزام الأمني المتوهم، لن تغدو أكثر من كونها زوبعة في فنجان صغير للغاية، لن تلبث أن تنكشف عوامل ضعفها أمام التحديات الإقليمية والدولية، فضلاً عن المنعكسات الداخلية التي ستترك آثارها على المستقبل السياسي لأردوغان وحزب العدالة والتنمية على السواء.‏

لقد أظهر أردوغان على امتداد سنوات العدوان على سورية وخلال فترة التنسيق مع كل من روسيا وإيران أنه شخص غير جدير بالثقة أبداً، فهو لم يلتزم بجميع الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعها مع أي طرف كان، كما أن اتفاقاته الكبيرة مع الأميركيين وعضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي ومحاولات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى مفاوضاته مع الأوروبيين كلها معرضة للضياع والفشل والخسارة. وفوق هذا وذاك يبقى وضعه السياسي الداخلي يمثل العامل الأكثر تأثيراً في مستقبله السياسي ومستقبل حزبه الإخواني الرجعي، فالقوة والحضور والشعبية التي ورثها خلال العقدين الماضيين تضيع وتتراجع وتنهار بعد محاولة الانقلاب المزعومة في تموز ٢٠١٦، كما أن هذا الوضع تفاقم إثر الانتخابات البلدية الأخيرة مع الخسائر التي مني فيها في المدن الكبرى، وخاصة إسطنبول وما تلاها من خلاقات تنظيمية وانسحابات داخل حزب العدالة والتنمية تهدد كيانه ووجوده.‏

أمام هذه المستجدات يبرز الكثير من التساؤلات بشأن مستقبل تركيا ودورها في المنطقة، وهل يمكن استمرار إدارة أردوغان في ظل المتغيرات الدولية المتوقعة؟ كما أن التعامل مع الشأن السوري يستدعي الالتزام بجوهر التوافقات لإنهاء الوجود الإرهابي بصورة صادقة، بينما المضي في سياسة المراوغة والكذب لم تعد مقبولة، وسيطلب من أردوغان الوفاء بالوعود التي اعتاد قطعها فيما يتعلق بأنها سيطرة هيئة تحرير الشام على إدلب، وتنفيذ بنود اتفاق سوتشي الأخير، الذي مضى قرابة العام على توقيعه من دون التزام بتنفيذ الوعود التي قطعها أردوغان على نفسه.‏

كل المؤشرات تنبئ بقرب النهاية السياسية لأردوغان، وعندها لن يجد من يقف إلى جانبه أو يتبنى موقفاً من مواقفه، وسوف يلفظه حزبه وشعبه قبل حلفائه، وسيقولون له المثل العربي المأثور: كل شاة برجلها تناط، وإن أحداً لن يتحمل توابع مغامراتك العصملية القروسطية الكئيبة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11639
القراءات: 953
القراءات: 888
القراءات: 867
القراءات: 906
القراءات: 931
القراءات: 975
القراءات: 896
القراءات: 947
القراءات: 1008
القراءات: 966
القراءات: 957
القراءات: 976
القراءات: 975
القراءات: 979
القراءات: 1074
القراءات: 1008
القراءات: 1058
القراءات: 1066
القراءات: 1047
القراءات: 923
القراءات: 993
القراءات: 1040
القراءات: 1043
القراءات: 955
القراءات: 1093

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية