ومع ذلك تجري الرياح بما لا تشتهي السفن..فالمحصول الاستراتيجي وهو البصل المجفف توقف.. ومع ذلك أوجدت الشركة بدائل جيدة ومقنعة.. كيف؟
القصة لا تتعلق بمجرد صناعة لتجفيف البصل بل هي جزء من سلسلة متكاملة لعبت دوراً كبيراً في استيعاب اليد العاملة وتوفير فرص عمل لفئة الشباب وشجعت المزارعين على استثمار أراضيهم وبالتالي استخدام طاقات بشرية ومادية كبيرة لزراعة محصول البصل الأبيض على مدى عقود من الزمن ثم تجفيفه وتصديره وتأمين القطع الأجنبي وتنشيط العمل التصديري دون انقطاع.
الحرب الظالمة شلت العمل الرئيس للشركة المتمثل بإنتاج البصل الأبيض المجفف المعد للتصدير والذي ينتج ضمن دورة إنتاجية تمتد ثلاث سنوات متتالية وباستخدام طريقة التعاقد مع المزارعين في المناطق المناسبة لزراعته والتي تتركز في المحافظات الشرقية وادلب وسهل الغاب ومنطقة سلمية لكون هذا المحصول يحتاج إلى توافر مياه الري والعناية والاهتمام منذ بدء الزراعة حتى الجني.
ومع ذلك.. فإن توقف هذا الهدف الرئيس بالنسبة للشركة دفعها للبحث عن بدائل إنتاجية تغطي حاجتها وتشغل اليد العاملة فتم التوجه في البداية لتجفيف بعض أنواع الخضر والعصائر وتغليف الحبوب ثم تطور لتصنيع مادة البرغل ومواد غذائية أخرى كزعتر المائدة ومسحوق الفلافل سريع التحضير..
وبالفعل.. الشركة استطاعت مؤخراً تصنيع مئات الأطنان من الأغذية وصنعت نحو 16 طن برغل ونحو 6.5 أطنان مسحوق الفلافل الجاهز للاستخدام المنزلي ونحو 6 أطنان زعتر المائدة و قيمة مبيعاتها أكثر من 54 مليون ليرة.. وفي خطوة لاحقة تم فتح منافذ بيع مباشر للمستهلكين والتجار بالتنسيق مع مؤسسات التدخل الايجابي لبيع منتجاتها بهدف تأمين استمرارية العمل ومواصلة دعم الاقتصاد الوطني في ظل الحصار الاقتصادي الجائر.
هذا المثال واقعي تماما لكنه يحتاج للدعم وتلبية طموح الشركة بإقامة خط إنتاج حديث لمادة البرغل لاستغلال فترات التوقف وزيادة الانتاجية إضافة لمساعدتها بتخفيض الرسوم والضرائب عن مستلزمات الإنتاج لتتمكن من المنافسة في الأسواق المحلية .