والتحضير للمشاركة الفعالة في مرحلة بناء وإعمار سورية وإعادة عجلة الحياة والإنتاج إلى مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية والخدمية سعيا لإزالة الآثار القاتمة التي خلفها ارهاب العصابات التكفيرية في تلك القطاعات والسعي بالوقت ذاته إلى إفشال المخططات الاستعمارية التي تستهدف الدولة بكل مقوماتها خدمة للكيان الصهيوني.
من هنا فان الانتماء الوطني الذي يعيش في أعماق كل سوري ويسري في عروقه ، لا يقاس بكلمات منمقة بل بالممارسة العملية التي تعبر عن ترجمة حقيقية لتلك المشاعر الوطنية ولهذا الانتماء الذي يجعل من كل مواطن سوري مسؤول إزاء ما يجري من أحداث وعليه تقع المهمة الوطنية عبر تسخير واستثمار طاقاته الكامنة والمتاحة سواء أكانت على مستوى الفرد أو المؤسسة أو منظمة ومجتمع أهلي ليتحول هذا الفعل بالنهاية إلى عمل جماعي ومؤسساتي منتظم يصب في خدمة الوطن الأم سورية ويسهم في الحد من هذا الدمار الذي طال مختلف مناحي الحياة والبدء بالإعداد لبرامج منتظمة والانخراط عمليا في خطة إعادة إعمار سورية عندها نصل إلى ترجمة حقيقية لشعار «سورية يبنيها السوريون المخلصون أنفسهم» وخاصة ان المواطن السوري تميز عبر حقب التاريخ المختلفة بأنه المبدع دائما وهو من صدر مقومات الحضارة إلى أصقاع العالم.
كما تميز السوري أيضا بالتسامح والانسجام بين مختلف أطياف المجتمع الذي يشكل اليوم هذا الفسيفساء المجتمعي ومصدر قوة المواطن السوري نفسه فقدرته على الانسجام مع الظروف الاستثنائية وأيضا سرعة الانطلاق من تحت الرماد كطائر الفينيق باتت جلية وواضحة ليخلق مجددا أسس الحياة التي يطمح إليها كل سوري ويترجم هذا الانتماء الوطني قولا وفعلا وهذا ما تسعى إليه اليوم مختلف قطاعاتنا المجتمعية والاقتصادية ومؤسساتنا الحكومية التي بدأت بالتحضير لإعادة دورة الحياة إلى سورية المتجددة دوماً علما أن سر هذا الإبداع الخلاق يعود إلى قوة الانتماء لسوريتنا التي تعني كل مواطن شريف وهي بالتالي سر وجودنا في هذا الكون.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن المبادرة التي تطلقها مؤسساتنا والنقابات والاتحادات المهنية والمنظمات الأهلية على اختلافاتها، ليست سوى دليل على قدرة السوريين على الإبداع لتجاوز المحنة والعودة بسورية إلى أفضل حالاتها استنادا إلى القيمة المضافة التي تميز السوري عن غيره وما المعركة التي خاضها فريق سورية في جنيف 2 ويخوضها مجددا اليوم على المستويين الدبلوماسي والإعلامي سوى دليل ساطع على قدرة السوريين على المواجهة والتحدي في أحلك الظروف.
كما أن قيام نقابة المهندسين مؤخرا بتأسيس شركة لمواد البناء الضخمة اللازمة لإعادة الإعمار بالتوازي مع العناصر المسبقة الصنع من أسقف وجدران لاستخدامها في البناء التقليدي وتحقيق السرعة والجودة العالية والتكلفة الأقل سوى دليل قاطع أيضا على تفعيل هذا الدور الريادي وقيام أيضا مرصد سوق العمل بالتحضير لـ 160 مهنة وحرفة تتعلق بالإعمار وإحداث فرص عمل عبر التنسيق بين وزارة العمل والوزارات الأخرى للتفاعل الايجابي بهذا الشأن كل ذلك يضعنا أمام مسؤوليات وطنية جمة للمساهمة بإعادة الإعمار وترجمة الانتماء الوطني لسوريتنا التي تعني وجودنا بالمطلق.
Ameer-sb@hotmail.com