لكن لم يعتقد أحد ممن تابع تلك الانطلاقة بذلك العدد الذي بدا حينها كبيراً وهولم يزد عن ثلاثين شخصاً . ان هذا الرقم ذاته سوف يتضاءل أمام ما وصلت اليه الفرقة اليوم , اذ يزيد عدد أعضائها عن مائة شخص اليوم .
صحيح أن للأرقام دلالتها في فهم مسيرة وتطور انانا لكن الاكثر أهمية هو ما يقف خلف هذه الفرقة والذي رفعها قدما للوصول الى ما وصلت إليه اليوم, أعني هنا جهاد مفلح مؤسس ومدير هذه الفرقة ومن ثم بقية الفاعلين فيها وفي مقدمتهم ألبينا بيلوفا مدربة الفرقة والتي تعمل بلا توقف حتى أثناء حملها وانجابها لطفلها رسلان , كانت حاضرة أيضاً .
ببساطة الارادة والرؤية المستقبلية للفرقة هي التي دفعت جهاد مفلح ليرى ما لم يستطع غيره أن يراه لذلك يمكنني القول إن شكل الفرقة الحالي هو رؤية جهاد لها قبل سنوات وشكل الفرقة الذي يعمل الان عليه يختلف كثيرا عن شكلها الحالي. لأني أعرف عنه طموحه من الفرقة التي يريد أن تكون لديه , والمستوى الذي يطمح للوصول بالفرقة له.
أقول هذا الكلام بعد مشاهدتي للفرقة في عرضها ( جوليا دومنا) الذي قدمته في قطر قبل أيام ورأيت كيفية تدريب الفرقة الذي استمر حتى ساعات الصباح الاولى والعودة مجددا للتدريب قبل بداية العرض علما ان هذا العرض سبق للفرقة أن قدمته مرات عديدة. لذلك أعود لأقول إن انانا اليوم هي فرقة أخرى تماما عن التي كانت قبل سنوات وستكون مختلفة جدا بعد سوات أخرى عما هي عليه اليوم لان الأمر ببساطة أن وراء الفرقة عقلاً منظماً ومرتباً واحترافياً من الدرجة الاولى والاهم طموح لا حدود له لذلك سنبقى نرى تطورات هامة عليها , هذه التطورات التي أوصلتها اليوم لتكون حاضرة في مهرجانات عربية ودولية عديدة والمستقبل يعد بالاكثر .