تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التحدي الإسرائيلي

أخبار
الأثنين 22-6-2009م
محمد خير الجمالي

في خطابه الاخير حول ما سماها رؤيته للسلام, أغلق نتنياهو كل الأبواب أمام السلام بإنكاره حقوق الفلسطينيين في العودة والدولة المستقلة واستعادة القدس, وبرفضه وقف الاستيطان وتمسكه بيهودية اسرائيل ومواصلة الاحتلال.

ما الذي أراده نتنياهو بهذه الرؤية المغرقة بعنصريتها وتطرفها واستخفافها بالحقوق والعقول والمواثيق الدولية؟.. وما الذي يعنيه خطاب كهذا مفعم بالتأكيد على التمسك بالاطماع الاسرائيلية والاستفزاز وادارة ظهر المجن لمتطلبات السلام..؟.‏

السلام الأجوف المفرغ من أي مضمون والذي لا يحمل من السلام إلا الاسم فقط هو ما أراده نتنياهو, وهذا يجد التعبير عنه في تناقض كل ما حمله الخطاب من أفكار ومطالب ورؤى قاصرة مع متطلبات السلام الحقيقي المحددة بمبادىء الانسحاب الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي المحتلة وضمان الحقوق الفلسطينية الثابتة في العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس بعيداً عن سيطرة اسرائيلية ووفق الفهم القانوني الدولي لمعنى الدولة.‏

وحين يأتي الخطاب مناقضاً لهذه المتطلبات التي توافق عليها المجتمع الدولي وشكلت شرطاً لا غنى عنه لحل الصراع بالسلام, فإنه يشكل تحدياً صارخاً للإرادة الدولية المجمعة على أن السلام في المنطقة مصلحة دولية لا يحق لأي قوة العبث به, مما يكشف حقيقة أن اسرائيل لا تريد سلاماً حقيقياً يعيد الاستقرار والأمن للمنطقة ويوطد السلام الدولي, وأنها هي وليس غيرها ممن اتهمهم نتنياهو كذباً بعرقلة السلام من يجهض آمال السلام ويحبط كل مسعى مخلص لبنائه على أسس العدل والحق والشمول.‏

بعد هذا نسأل: هل تترك اسرائيل تمارس هذا الموقف المتناقض مع جهود السلام ومتطلبات تحقيقه أم أن المجتمع الدولي معني بفعل ما يجب فعله لحملها على التخلي عن هذا الموقف الذي سيكون لتداعياته في حال استمراره اخطار مهددة للسلم والأمن الدوليين!؟‏

فتح الأبواب التي أغلقها نتنياهو أمام السلام وكسر التحدي السافر الذي حمله خطابه, يستوجب من المجتمع الدولي التحرك بخطوات وتدابير عملية ليس أقلها رفض الخطاب والمطالبة بالرجوع عنه وإخضاع اسرائيل لبنود الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التي تقضي بعزلها وقطع كل الاتصالات معها وتجبرها على إنهاء احتلالها للأراضي العربية بوصف رفضها للسلام مصدر تهديد للسلم والأمن الدوليين لا يمكن ردعه إلا بمثل هذه التدابير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 994
القراءات: 974
القراءات: 916
القراءات: 1044
القراءات: 1010
القراءات: 980
القراءات: 982
القراءات: 940
القراءات: 1138
القراءات: 1028
القراءات: 1053
القراءات: 1604
القراءات: 1184
القراءات: 1110
القراءات: 1042
القراءات: 1027
القراءات: 1097
القراءات: 1100
القراءات: 1152
القراءات: 1172
القراءات: 1094
القراءات: 1217
القراءات: 1270
القراءات: 1289
القراءات: 1120

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية