بدءاً من الألبسة وليس انتهاءً ببعض الصناعات الغذائية والكيماوية والعطورات وحتى بعض الصناعات الكهربائية والالكترونية.
ويبقى الأهم في تزوير العلامات التجارية ما يتعلق حصرا بالمنتجات الغذائية التي تحمل تسميات مجهولة الهوية أو حتى بلد المنشأ. ومن يتوجه إلى الأسواق، سيجد أنها تغص بأصناف وماركات لا حدود لها، وخاصة ما يتعلق بالمعلبات، ويقبل المستهلك على شرائها اعتقاداً منه أنها مستوردة أصولاً، ودخلت الحدود بطرق مشروعة، وهذه الأغذية غالباً ما يتم التلاعب بها لجهة الصلاحية والفترة الزمنية المدونة على العبوات، وما يشجع على شرائها، أنها وفي أغلب الأحيان، تحاكي أسعارها القدرات الشرائية المتدنية للمستهلكين، فضلاً عن الاعتقاد، أنها تحمل جودة ومواصفات تفوق مثيلاتها المنتجة محلياً. مع أنه ومن خلال بعض الحالات التي تمّ كشفها بالمصادفة تبيّن أنها فاسدة ولا تصلح للاستهلاك البشري، وسبق للجهات الوصائية أن أغلقت عدداً كبيراً من المحال التجارية في أعقاب ضبط مثل هذه الحالات.
وإذا كنَّا نتحدث عن العلامات التجارية المزوّرة التي تدخل بوابات الحدود من خلال أقنية التهريب، فالأمر الذي لم يعد سراً في السوق المحلية، أنَّ من يرغب في الحصول على علامة تجارية من التجار وأصحاب المنشآت الصناعية، بمقدوره أن يطلق التسمية التي يشاء على منتجه، دون الرجوع إلى الجهات الوصائية في وزارة الاقتصاد أو وزارة الصناعة للحصول على موافقتها، ودون التقيد بشروط وإجراءات تقضي بعدم استخدام علامات تجارية متداولة، سواء في السوق المحلية أو خارجها.. والأمر الآخر والذي بات يؤرق شريحة واسعة من الصناعيين والمنتجين في السوق المحلية، أنَّ هناك فئة من أصحاب المنشآت التجارية والصناعية الصغيرة، تلجأ إلى سرقة علامة تجارية تعود إلى منشأة صناعية محلية ومسجلة أصولاً في وزارة الاقتصاد، وحقيقة أنّ هذه الظاهرة أشد خطراً من التعدي على علامات تجارية متداولة في السوق الخارجية، ذلك أنّ السرقة معلنة. كما أنّ الذين يقومون بالسرقة ليسوا مجهولي الهوية ولا هم من خارج الحدود، وإنما لهم اسم وعنوان ومكانة في الوسط التجاري ومع ذلك - عن قصد أو غير قصد- هناك من يمتنع عن ملاحقتهم أو محاسبتهم.
وفي مواجهة هذه الحقائق، ما هي الإجراءات والتدابير التي تلجأ إليها مديرية حماية الملكية التجارية في وزارة الاقتصاد؟!
مئات من الصناعيين والتجار الذين لحق بهم الضرر والأذى نتيجة التعدي على امتيازاتهم التي حصلوا عليها أصولاً، كانوا قد تقدموا وعلى مدار سنوات بشكاوى تطالب بمحاسبة الذين يقومون بسرقة العلامات التجارية، ومع ذلك ليست هناك إجراءات حازمة وحاسمة بحقهم، ومثل هذا التراخي واللاّمبالاة في المحاسبة، جعل ظاهرة التعدي على العلامات التجارية تزداد اتساعاً، وحسب المعلومات التي بين أيدينا وسبق أن تمّ تداولها، فإنّ الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يصدر عن مديرية حماية الملكية، أنَّ هذه الأخيرة وفي حال كانت جادة في متابعة بعض الحالات، فهي تبادر في تسطير الضبوط وتقوم بإحالتها إلى القضاء، وبهذه الحالة فهي تلصق المسؤولية بالقضاء المختص، وفيما لو عدنا إلى هذه الضبوط التي أحيلت منذ سنوات طويلة، سنجد أنها بقيت حبيسة الأدراج، لأن أي قضية ينظر بها القضاء بحاجة إلى سنوات طويلة من المتابعة، وفي كثير من الحالات تموت الدعاوى بالتقادم، أو نتيجة النفوذ الذي يتمتع به البعض من الذين يقومون بسرقة العلامات التجارية،.. ولسان حال الكثير من الضحايا في هذا الإطار، يشير أنَّ هذه الطريقة من التعاطي ليست صحيحة ولا سليمة، لأنّ مديرية حماية الملكية التجارية في وزارة الاقتصاد سبق لها أن قامت بتسجيل هذه العلامات أصولاً وهي تقر وتعترف بحقوق الحفاظ عليها وحمايتها، ما يعني أنَّ الإحالة إلى القضاء عبارة عن طريقة أو وسيلة غير مجدية ولا بد من البحث عن حلول جدية تعيد حقوق ملكية العلامات التجارية لأصحابها ما دام أن هذه المهمة هي بالأساس من مهام المديرية في وزارة الاقتصاد وليس من مهام القضاء.
marwandj@hotmail.com