ضخ الرئيس باراك أوباما الكثير من الوعود لتصحيح صورة اميركا التي شوهت بإرث سابقه بوش، والتي لم تنتظر لجنة جائزة نوبل للسلام تحويلها إلى واقع قبل أن تفجر مفاجأة منح أوباما الجائزة متجاوزة كل المقاييس والمعايير التي وضعت لأجلها.
المهم أن أوباما الذي تسلم الجائزة اعترف بأنه قائد لحربين ورثهما وقال بخطاب وصف بالدفاعي في أوسلو إن آليات الحرب ضرورية في بعض الاحيان.
تناقض حاول فيه الرئيس الجمع بين الحرب والسلام في مصادفة هي الاغرب بررها البيت الأبيض بأن رئيسه يعترف بأنه ليس من طينة نيلسون مانديلا ولا الام تريزا اللذين كانا صانعي سلام.
في محيط الفندق الذي نزل به أوباما في أوسلو تكرر مشهد لاحق بوش في حله وترحاله، تظاهر الآلاف مطالبين رجل التغيير ونجم الأمل بوقف الحرب في افغانستان والعراق وفلسطين.
لا خلاف على أن أوباما نال جائزة السلام على النيات التي اتكأت فيها لجنة نوبل على ماضخه منها في سعيه لعالم لا نووي، رغم أنه نسي الترسانة النووية الاسرائيلية وتفاءلت اللجنة بخطابه للعالم الاسلامي التصالحي الحواري رغم تراجعه عن كل وعوده تجاه تجميد المستوطنات الصهيونية في فلسطين، وقالت اللجنة إنه رجل سلام رغم أن حرب افغانستان أصبحت في استراتيجيته حرب خيار لا اضطرار. وفي حقوق الانسان، تراجع عن اغلاق غوانتانامو في الموعد المحدد، ورفض نشر ألفي صورة تعذيب للمعتقلين، كما عارض تقرير غولدستون الذي أدان مجزرة اسرائيل في غزة.
حقيقة إن خطاب أوباما يختلف عن سلفه بوش لكن هناك من قادة العالم من يحلو لهم المقاربة بينهما في السياسة الخارجية.
مع كثير من التفاؤل وقد حال الحول، مازال أمام سيد البيت الابيض متسع من الوقت ليكون صانع سلام بإغلاقه ملف أطول وأخطر نزاع في الشرق الأوسط، ولينهي المأساة الفلسطينية وهذا هو التحدي الحقيقي والبصمة التي لن تزول لاي صانع سلام يستحق أكثر بكثير من جائزة نوبل.