خيال علمي يحلّق ليعمل على إدماج الذكاء والذاكرة العقلية البشرية الطبيعية - البيولوجية، ونظيرتها الصناعية، وصولاً إلى ذكاء بالغ التطور، هنا يصبح الوعي البشري مُخزّناً في الحواسيب مبقياً على ظلٍ ما للإنسان.
هي ليست المرة الأولى التي يعالج فيها فيلم هذه المسألة, لكن تطورات الطرح والإلحاح عليه تفترض منّا التعامل أو التأقلم معها.. إنها عملية غسل للأدمغة وتطبيعها بهدوء للقبول بزمن لاحق سيأتي- بكل تأكيد- حيث المُستنسخات التي تجمع بين الإنسان الطبيعي وقدرات الذكاء الصناعي الفائقة ستتولى إدارة هذا الكوكب.
في الفيلم تقوم الكائنات المخبرية فائقة الذكاء والقدرات ببناء منظومة للطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى إجراء جراحات لا يتدخل فيها الإنسان لإنقاذ حياة البشر.. فهل سيكون مخلّص الكون هو هذا الكائن العجيب!
سيُخلي الإنسان على ما يبدو مكانه رويداً رويداً لبديلٍ يأتي من أفكار إنسانية وبقدرات فوق إنسانية.. وسيكون الفارق بين المجتمعات هائلاً جداً إذ منها من يعيش حتى الآن خارج الحضارة ومنها من يكاد يغرق في الدم والحروب, ومنها من سيسكن المدار حول الأرض, ومنها من يقيم في مخيمات..... تناقض كارثي.. فهل ستتمكن هذه القدرات فائقة الذكاء على حل مثل هذه المشكلات أم أنها ستعمل على إزاحة الإنسان تماماً أو التحكم فيه وإخضاعه لمشيئتها؟!
suzan_ib@yahoo.com