وصولا لأنماط استهلاكية تتلاءم مع ظروف الحرب.. وطالما التحديات الثلاثة التي تواجه الحكومة ( تأمين مواد غذائية أساسية – مواد طبية – مشتقات نفطية) هي نفسها تنعكس سلبا على معيشة المواطن.. فلابد من بدائل في الاعتماد على الذات وإن كانت قاسية في بدايتها لكنها ستصبح سهلة وقليلة التكلفة بل مربحة على المستوى البعيد..
أما الصورة الايجابية الرائعة التي لا تقبل التأويل فهي انطلاقة العام الدراسي بفرح وتفاؤل يعبر عن ارادة السوريين وتشبثهم بوطنهم، وسيكتب التاريخ أنه وبعد حرب استمرت أكثر من أربع سنوات ونصف لم ينقطع الطلاب السوريون عن مدارسهم، والتحق أربعة ملايين طالب وتلميذ بنحو 15 ألف مدرسة في كل المحافظات..إنها الصورة التي تجعلنا نفرح ونعشق الحياة ونتغلب على كل الصعاب..
بين الصورتين نريد أن نجد تقاربا لحل همومنا اليومية بشكل عملي وبعيدا عن التنظير..وكمثال على ذلك يمكننا إيجاد منظومة نقل بديلة للطلاب سواء داخل المدن أو بين مراكز المدن والضواحي.. ونرى أن توقيع الحكومة عقدا لشراء 200 حافلة نقل داخلي أمر ايجابي، وصلت منها 50 حافلة وستتبعها 50 أخرى الشهر القادم لتصل مع بداية العام القادم 100 حافلة، فضلاً عن عقد شراء مباشر لنحو 107 حافلات إضافية والأجمل من ذلك أن تعرفتها مناسبة وثابتة من جهة ومن جهة ثانية سيرافقها اشتراكات مشجعة للطلاب..
الجانب الآخر في المنظومة هو تشجيع العودة للدراجات العادية والكهربائية وهذا أمر مشجع تبنته العام الماضي محافظة دمشق بالتعاون مع أساتذة وطلاب الجامعة ونأمل أن تحدد مسارات للدراجات ضمن خارطة متكاملة تربط أحياء المدينة ومدارسها وجامعاتها وأطرافها..
والمحور الثالث للمنظومة يتمثل بإعادة خدمة سرفيس التكسي وتم تحديد خطوط لها داخل المدينة وينتظر تفعيلها في وقت ليس ببعيد.. وبذلك تكتمل حلقات المنظومة مع ايجاد ادارة موحدة لها لتسهيل عملها ومراقبتها وتلقي الشكاوى لتطويرها وزيادة كفاءتها.. فهل من نماذج أخرى؟