تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أبنـــاء الحيـــــاة..

رؤيـة
الأربعاء 22-10-2014
سوزان إبراهيم

ثمة حكايات غريبة وطريفة عن أدباء أو عظماء تتناقلها الأجيال, تشير ربما إلى عبثية الحياة.. أو إلى سخرية الموت من أبناء الحياة النهمين.. لكأن الموت يختار أكثرهم حياة وسخرية وطاقة ولاأدري ماأسبابه في ذلك؟

يمكنني تذكر حكاية تقول إن فناناً يدعى «كالخاس» مات من الضحك - فقد عاش يوماً بعد اليوم الذي حدده العرافون لوفاته! كما قيل إن الفيلسوف «زينون» قطع أحد أصابعه عندما بلغ التسعين.. وراح ينزف ثم يدق الأرض بقدميه ويديه مردداً بيتاً من الشعر القديم يقول: «جئت إلى هنا، فلماذا أتيت بي؟» حتى مات!‏

النحات السوري العالمي «وليد محمود» وقد عرفتُه لبضع ساعات, كان واحداً ممن أسميهم «أولاد الحياة» هؤلاء الممتلئين طاقة والذين لا يركنون لمكان وربما لزمان... كأنهم شعلة نور ونار تضيء وتمزق عتمة الكسل أو اليأس أو حتى الموت!‏

أحاول تخيله وهو في السيارة ذاهب إلى افتتاح معرضه في جبلة.. أي موسيقا كان يسمع؟ أي أغنية كان يردد؟ أي نكتة؟ وربما أي منحوتة تتشكل في ذهنه وقتذاك! أي صديق كان برفقته وهل كان يرتب لمعرض جديد في مكان ما؟!‏

أبناء الحياة الضاجين بالطاقة والحيوية يغيظون الموت, وما أكثر تناسله في بلادنا, فلا يتحمل كل تلك الطاقة وهي تدحرجه بعيداً فيكمن عند مفترق خطير ليقنص ضالته على حين ضحكة عالية من فنان كوليد محمود. فقط ليؤكد عبثية الحياة أو عبثية اختياره.‏

حزننا مستمر منذ سنوات ثلاث ونيف.. موت كل سوري هو حزن مفتوح فما بالك بالمميزين ممن قد لا يتكررون بسهولة.‏

السلام لأرواح السوريين الآن وفي كل وقت.‏

suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1477
القراءات: 1415
القراءات: 1643
القراءات: 1556
القراءات: 1630
القراءات: 2029
القراءات: 1443
القراءات: 1565
القراءات: 1542
القراءات: 1612
القراءات: 1538
القراءات: 1656
القراءات: 1610
القراءات: 1552
القراءات: 1619
القراءات: 1655
القراءات: 1628
القراءات: 1663
القراءات: 1664
القراءات: 1614
القراءات: 1637
القراءات: 1678
القراءات: 1696
القراءات: 1708
القراءات: 1661

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية