يمكنني تذكر حكاية تقول إن فناناً يدعى «كالخاس» مات من الضحك - فقد عاش يوماً بعد اليوم الذي حدده العرافون لوفاته! كما قيل إن الفيلسوف «زينون» قطع أحد أصابعه عندما بلغ التسعين.. وراح ينزف ثم يدق الأرض بقدميه ويديه مردداً بيتاً من الشعر القديم يقول: «جئت إلى هنا، فلماذا أتيت بي؟» حتى مات!
النحات السوري العالمي «وليد محمود» وقد عرفتُه لبضع ساعات, كان واحداً ممن أسميهم «أولاد الحياة» هؤلاء الممتلئين طاقة والذين لا يركنون لمكان وربما لزمان... كأنهم شعلة نور ونار تضيء وتمزق عتمة الكسل أو اليأس أو حتى الموت!
أحاول تخيله وهو في السيارة ذاهب إلى افتتاح معرضه في جبلة.. أي موسيقا كان يسمع؟ أي أغنية كان يردد؟ أي نكتة؟ وربما أي منحوتة تتشكل في ذهنه وقتذاك! أي صديق كان برفقته وهل كان يرتب لمعرض جديد في مكان ما؟!
أبناء الحياة الضاجين بالطاقة والحيوية يغيظون الموت, وما أكثر تناسله في بلادنا, فلا يتحمل كل تلك الطاقة وهي تدحرجه بعيداً فيكمن عند مفترق خطير ليقنص ضالته على حين ضحكة عالية من فنان كوليد محمود. فقط ليؤكد عبثية الحياة أو عبثية اختياره.
حزننا مستمر منذ سنوات ثلاث ونيف.. موت كل سوري هو حزن مفتوح فما بالك بالمميزين ممن قد لا يتكررون بسهولة.
السلام لأرواح السوريين الآن وفي كل وقت.
suzan_ib@yahoo.com