في خطوة تعكس الغطرسة والتمرد والخروج على بيت الطاعة الأمريكي ، والتوكيد أن مصلحة ما يسمى ( الدولة اليهودية ) هي فوق كل اعتبار ، وتتقدم على المصالح الأمريكية ذاتها بصرف النظر عن التحالف الاستراتيجي القائم بين الجانبين .
وإدارة الظهر بهذه الطريقة الفجة والوقاحة في التنكر لـ (ولي النعمة الامريكي ) ، والاستخفاف الصاغر به وبما يمثله في الساحة الدولية من قوة مؤثرة لها وزنها ، وطرف له دور ومسؤول مسؤولية مباشرة عن السلام والأمن والاستقرار العالمي ، سقطة تعري السياسة الصهيونية والذين يديرون دفتها على اختلاف عقائدهم الحزبية وتسمياتهم ، وتستحضرالحقيقة التاريخية المعروفة والقائلة : بأن لا مواثيق ولا عهود لبني صهيون ، وليس في عقيدتهم مايحرم الإساءة والعض حتى لليد التي مدت ، وما زالت تمدهم بأسباب الحياة ومقومات الوجود وعناصر القوة المتوحشة .
لقد جاءت اللا .. الصهيونية في التوقيت ، وعشية زيارة الرئيس باراك أوباما لبعض دول المنطقة ، بمثابة مصادرة للزيارة والتفاف صارخ عليها ، وضربة للجهد الأمريكي ومحاولة لتفريغه من أية مضامين ، يمكن أن تعيد تصحيح صورة واشنطن وتؤكد التزامها بعملية السلام، وإحياء مفاوضاتها على المسارات كافة ، وبإيجاد حل للقضية الفلسطينية ولو في الحدود الدنيا ، أرفقت بتصعيد مدروس وإطلاق يد للمئات من قطعان المستوطنيين ، للاعتداء على المواطنين العرب وإحراق محاصيلهم ومزروعاتهم في عدة قرى قرب نابلس ، بتغطية وحماية جنود الاحتلال .
وهي بذلك تحرج أمريكا وتسقط في أيديها وتنسف مصداقية رئيسها وتضعها بالتالي على المحك ، ولا تكتفي بإغلاق المنافذ المفضية إلى قيام تسوية عادلة وشاملة تضع حداً للصراع وإنما تلهب الوضع وتبقي أزمته مفتوحة ومشرعة على كل الاحتمالات والتداعيات الخطيرة ، مما يستوجب (بعض الحزم) الذي لا يرى الرئيس أوباما ضيراً في استخدامه ، لحمل ( إسرائيل ) لاعلى الالتزام بتجميد الاستيطان وحل الدولتين فحسب، وإنما القبول بالسلام والتسليم باستحقاقاته على المسارات كافة.