تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السماء المكفهرّة

معاً على الطريق
الأربعاء 23/1/2008
غسان الشامي

كان يجب أن يصفو جوّ يناير حتى يزور الرئيس الأمريكي دول الاعتدال,لأنه يحتاج إلى مزيد من الشمس والرمال

والصلوات والعرضات والمناسف لإكمال ولايته,فالبطة العرجاء تحتاج إلى مساحة للركض الهوينى قبل أن تنزل إلى البركة. وكان يجب على السماء أن تكشف عن بهائها الأوسطي حتى يقضي الغائمُ وقتاً يمارس فيه طقس الصحو السياسي قبل أن تضيء ليل الغزاويين قذائف الأنكل التكساسي, وقبل أن ينقطع الزيت العربي عن مرابطي غزة هاشم.‏

ورغم استجابة (فحل الشتي) للانقشاع, فإن الأمن الأمريكي والإسرائيلي لا يعره التفاتاً,لأنه وضع خطة أمنية لحماية بوش وربعِه النشامى, سماها نكاية بالفصول الأربعة (السماء الصافية) لجعل وسادات نوم الضيوف مريّشة بنعامٍ سياسي, فيما وسادات الأرق والموت تلفّ عشائر الماو ماو ..في خان يونس!!‏

حاشية بوش ضمت نحو 200 شريف 400 عسس وأكثر من 250 حارس شخصي بستراتهم الواقية من الحب العذري, و 15 حارساً مع كلاب بوليسية أصيلة المحتد,لا جعارية المضارب, مدرّبة خصيصاً على اكتشاف المتفجرات والأتباع الصالحين, ولم أعرف إذا كانت كلبة السيد بوش في عدادها, أم أنها فضلت التثاؤب أمام موقدة المكتب البيضاوي, لكنها افتقدت دون ريب العواء الديمقراطي مع كلبة وليد بيك جنبلاط في مروج الشرق الأوسط الجديد.‏

لقد تحققت الروبوتات الخاصة قبل حلول بوش أهلاً ونزوله سهلاً من خلو جميع الأنفاق والمجاري من متفجرات يمكن لولهانٍ صبٍّ أن يدسّها,فيما روبوتات أخرى تحرس المنشآت تحت الأرض,وحلّق في الأجواء منطاد عملاق مثقلٌ بكاميرات مراقبة صالحة لليل والنهار فقط, والقنّاصة مثل المداخن فوق الأسطحة, ووصلت ثماني شاحنات محمّلة بالعتاد, وتم إفراغ فندق الملك داوود من مزاميره ونزلائه ثلاثة أيام,المدة نفسها التي عزلت فيها أراضي السلطة الفلسطينية, وألغيت حجوزات السياح في الفنادق التي نزلت فيها الحاشية, ومحيت الاحتجاجات عن الجدران, لأنها دفاتر المجانين بغرام أمريكا, وأعيد طلاء الشوارع وانتشر على الأرض 10 آلاف رجل أمن إسرائيلي و أغلق 29 شارعاً رئيساً في القدس وتغير خط سير النقل العام, بكلفة بلغت 25 ألف دولار في الساعة من جيب دافع الضرائب الإشكينازي والسفاردي والفلسطيني, بدل دفع مستحقات الجياع في غزة.‏

أما في دبي مثلاً فقد صارت الزيارة يوم عطلة, ولم تعد السيارات تعجق البلد, جراء الإجراءات الأمنية المشددة, وأغلقت كل طرق المواصلات بما فيها أربعة شوارع رئيسة, والجسران عبر خور دبي والنفق تحت قاعه, وأوصي السياح في عزّ موسمهم بعدم الخروج من الفنادق في ساعات محددة أو العودة إليها قبل الوقت المعيّن, فيما تأجلت مؤتمرات ومعارض ولقاءات عمل, تضررت من جرائها أكثر من 100 ألف شركة وخسر الاقتصاد نحو 120 مليون دولار فقط لا غير...‏

هذا غيض من فيض, جمعتُه لكم للإحاطة بمدى الأمان الذي يشعر به بوش, ومدى الحب الذي تكنّه له شعوب هذه المنطقة لدرجة تجواله وحيداً خلف ليلاه في الجنادرية وبحثاً عن عيون بهية في شرم الشيخ.‏

الأمر,أنني غير مقتنع أن ما يحدث في غزة هو من نتائج جولة بوش, بل من نتائج جولاتنا نحن أهل هذي الديار الذين يطلع منهم أوس وخزرج معاصرين يشمئزون من وجود أشلاء لرسل الأم تريزا في وحدة سييرت متكال ولواء غولاني وجدوا يأكلون السمك ويسمرون في بنت جبيل ومارون الراس وعيتا فاصطادهم السيد حسن نصرالله...‏

إنها السماء المكفهرّة..يا جماهيرنا..يا حرّة.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 23/01/2008 02:01

أضيف على ماعدده الكاتب أنه تم إحضار 80 سيارة أمنية شبه مصفحة من أمريكا, إضافة لمئات سيارات الأمن من الدولة المضيفة ,وعمل عدة مواكب وهمية لاتطاق, بحيث استغرقت رحلتي بسيارتي في عملي اليومي ولمسافة 4 كيلومترات لساعة ونصف فقط لاغير. وكما أن الكاتب غير مقتنع بأن مجزرة غزة من نتاج جولة الكاوبوي, فأنا مثله أيضا غير مقتنع, بل أرى الأمر في مجمله من صنع أيدينا إذ بلدت وطنيتنا.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 غسان الشامي
غسان الشامي

القراءات: 1617
القراءات: 1417
القراءات: 1573
القراءات: 1329
القراءات: 1314
القراءات: 1264
القراءات: 1404
القراءات: 1636
القراءات: 1650
القراءات: 1992
القراءات: 1402
القراءات: 2154
القراءات: 1275
القراءات: 1310
القراءات: 1559
القراءات: 1552
القراءات: 1361
القراءات: 1449
القراءات: 1343
القراءات: 1867
القراءات: 1431
القراءات: 1310
القراءات: 1507
القراءات: 1504
القراءات: 1292

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية