تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الوحدة الوطنية لا أوراق بعدها !!

حديث الناس
الأحد 13/11/2005م
خالد الأشهب

كما العاصفة العاتية الهوجاء, لاتميز بين صلب وهش, فتذر الضعيف المهلهل, وتتكسر على اعتاب الصلب الصلد, كذلك الاستهداف الخارجي وان سبقته وعود العسل والرفاه, والعنوان والشعار, فإنه يعصف بماتفرق وتفرد, ويرتد عند اقدام من تجمع واتحد.

بيتنا ملاذنا حين يعز الملاذ, وحين يذهب معظم الآخرين, ان لم يكن كلهم, الى التزلف والطأطأة والمزايدة, بيتنا الوطن, وهو وحدتنا, اعتراف كل منا بالآخر, بموقع له في العقل , وآخر في جبهة المقاومة.‏

لعلنا بتنا, كما شرح الرئيس الاسد, عند نهايات اللعبة, وماعاد ثمة متسع من الموقف, فإما المقاومة وإما الفوضى, والمقاومة لمن يدرك ويرى ويتمثل, اقل ثمنا بكثير من اثمان الفوضى, والدرس العراقي أمامنا لمن فاته شيء من ادراك او نظر او موعظة.‏

واهم من يعتقد ان الغربال الاميركي سيعيد فرزنا بعد ان يحشرنا بين اسواره, وانه سيقارب كلا منا انتقاء, او فرزا بما هو ديمقراطي وماهو غير ذلك, وواهم من يعتقد ان ثمة اوراقا تصلح للعبة جديدة ليست بين العاب التفتيت والتقسيم والفوضى.. ان لم نكن لاعبا واحدا اليوم وبورقة واحدة, ليست هي الا المقاومة.‏

اقتناعنا بأنا جميعا, ودون اي استثناء, مستهدفون في مقتل, ولو تلونت وسائل الاستهداف وادواته بين شعار سياسي وشعيرة بندقية, هو مايضفي الروعة على رهاننا بالذهاب بعيدا الى آخر اللعبة.غير اننا مدعوون اليوم جميعا للاستغراق في صناعة مكونات تلك القناعة, وفي العمل على ترجمتها الى واقع عام, اقتصادي اجتماعي ثقافي, قبل ان يكون سياسيا فحسب.‏

هل ندرك ان عيون العالم كله تشخص الينا اليوم, تراهن علينا, وعلى ماسنبذله في المواجهة مع التهديد والحصار, وهل ندرك كيف يكون خيار المقاومة اقل ثمنا بالفعل من خيار الفوضى التي يتوعدوننا, واذا كان الامر لاينطوي على الشعار والحماسة الوطنية فحسب, فهل ندرك ونلمس في آن معا, صناعة جديدة وجراحية الطابع والمباضع لمكونات لحمتنا الوطنية, عبر اشاعة لغة الحوار واللقاء وتقاسم المسؤولية والهم الوطني على السواء, وعبر اجتثاث من الطابع ذاته, لمظاهر الفساد ومدارسه وآلياته, وعبر اشباع بطون تتهيأ للزحف, والحجر على اخرى اقعدتها التخمة والكثرة والبطر !‏

وحدتنا الوطنية اكبر من شعار ودعوة وحماسة, انها مآلنا وملاذنا وبيت اماننا, فلنجد بناءه بسقف من فولاذ الانتماء لسورية, واركان من صخر الاصلاح والمشاركة والعدالة والحداثة ?‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 1021
القراءات: 882
القراءات: 1111
القراءات: 1304
القراءات: 1363
القراءات: 2100
القراءات: 1432
القراءات: 1467
القراءات: 1531
القراءات: 1467
القراءات: 1484
القراءات: 1591
القراءات: 1744
القراءات: 1693
القراءات: 1595
القراءات: 1493
القراءات: 1673
القراءات: 1519
القراءات: 1538
القراءات: 1696
القراءات: 1586
القراءات: 1584
القراءات: 2433
القراءات: 1627
القراءات: 2485

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية