تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قبل الانهيار الأخلاقي..

خَطٌ على الورق
الثلاثاء 23-10-2018
أسعد عبود

تتناقل وسائط التواصل يومياً بما فيها أجهزة الإعلام المعتمدة في سورية.. أخبار ما يمكن تسميته تفشي الجريمة.. بمعناها المباشر المادي..

يعني قتل وتشليح ونهب وغيره.. وكثيراً ما تربط هذه الحوادث بالفساد السائد حيث يغطيها الفاسدون بما ملكت أيديهم وهم بالأصل أرباب جريمة.‏

كي أربط الأمور ببيئتها السائدة ومدى انتشارها.. أطرح النقاط التالية:‏

أولاً - البيئة العامة... أعني.. البيئة العالمية السائدة.. هي بيئة تفشي جريمة.. وقلما تمضي ساعة لا تتناقل الوسائط الإعلامية ووسائل الاتصال أنباء الجرائم المكشوفة التي تستخدم العنف وصولاً إلى القتل والقتل الجماعي، ناهيك عن الجرائم الباردة.. كالجرائم التي تواجه هذه الوسائل والوسائط نفسها.. مثل جرائم المعلوماتية..‏

العالم يواجه حافة الانهيار الأخلاقي.. ذلك ما تتجلى صوره بأوضاع مختلفة وكوارث مذهلة.. مثل ما تعرضت وتتعرض له سورية وليبيا والعراق واليمن... وفلسطين التي رغم قدم القضية تشهد إمعان الفساد الأخلاقي فيها بسلوك الولايات المتحدة وإسرائيل.. لا حظ مثلاً قطع المعونات عن منظمة غوث اللاجئين. وما ظهور الإرهاب إلا نتيجة هذا الانهيار الأخلاقي المزمع اختراق العالم.‏

إنه الوحش الرأسمالي يريد أن تُعتق له الحرية كي يمارس وحشيته بلا حدود.‏

ثانياً - البيئة المحلية.. فالمجرم الذي هتك في بيئتنا المحلية مستخدماً الإرهاب.. نقل إلى نفر منا ولا ريب، حالة أخلاقية تقبل ممارسة أي عمل من أجل المال.. نحن نعيش في عالم وظرف تاريخي يعلن فيه زعيم أفسق دولة وأكبرهن أنه مستعد.. للحروب.. لدعم الإرهاب.. للانسحاب من المعاهدات والمواثيق العالمية.. لتغطية الجريمة والمجرمين.. فهل من كذب النبوءات أن نتوقع العدوى بشكل ما..؟!‏

اليوم يجب أن نعترف أن بيننا وبنسبة عالية من يبادل كل المبادئ والعهود والعقود والأخلاق والعدالة بالمال..؟!‏

ثالثاً - البيئة الظرفية.. فقد واجهنا حتى اليوم أكثر من سبع سنين من الموت والتدمير والتخريب والقتل والذبح والنهب.. وبالمختصر الإرهاب.. والكذب والنفاق.. ما خلف في الروح غصات وفي الحياة مشكلات.. فعايشنا الفقر والموت ونقص الخدمات وكل الظلم اللامعقول.. فمن الذي يضمن صمود الأخلاق البشرية أمام هكذا ظروف.‏

رابعاً - اليوم وإذ تطالعنا ظروف أفضل تسمح بمرور شيء من الضوء إلى أعماق الروح.. نواجه صعاباً ويتماهى لنا معها سلوك كأنه غير معني بظروف حياتنا الصعبة..! وأنا هنا أتحدث عن الظروف المعيشية تحديداً.. ولا أطالب بزيادة الأجور والرواتب.. بمعنى ليست غاية مقالتي هذه تلك المطالبة رغم شدة ضرورتها وشرعيتها.. بل أنا أطالب بضرورة مواجهة احتمالات الانهيار الأخلاقي بكل الوسائل بما فيها الأسلوب الأمني.. فالإرهاب.. إرهاب .. من أينما كان مصدره.. وكيفما اتصف ممارسه..‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 568
القراءات: 877
القراءات: 860
القراءات: 831
القراءات: 876
القراءات: 917
القراءات: 927
القراءات: 906
القراءات: 994
القراءات: 997
القراءات: 951
القراءات: 990
القراءات: 963
القراءات: 997
القراءات: 1237
القراءات: 1134
القراءات: 1054
القراءات: 1071
القراءات: 1134
القراءات: 1123
القراءات: 1137
القراءات: 1158
القراءات: 1150
القراءات: 1205
القراءات: 1199

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية