فاستمرار العدوان الارهابي على الشعب الفلسطيني بأشكاله المختلفة وتوحد آراء ومواقف ثلاثي الارهاب ليفني وباراك وليبرمان ومن خلفهم المهزوم والفاشل والفاسد ايهود اولمرت, على ضرورة مواصلة عملية القتل والتهجير والحصار ليس في قطاع غزة فحسب، بل على كامل الأراضي الفلسطينية ،يشير بكل وضوح الى ارتفاع موجة التطرف الصهيوني وتصاعدها بشكل يهدد حياة ووجود الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها.
إن موقف الكيان الارهابي هذا يؤكد مرة جديدة عدم رغبته بالسلام وضرب أي مسعى عربي أو دولي للوصول الى تهدئة وإبقاء الطريق مفتوحاً أمام الائتلاف الصهيوني القادم لشن عدوان إجرامي جديد قد يكون هذه المرة أكثر دموية وأشد شراسة من جرائمه النكراء الأخيرة التي ارتكبها في قطاع غزة.
وما يدفع للجزم بالنية الاجرامية المبيتة لهذا الكيان هو ما صرح به أحد أقطاب التطرف الصهيوني بنيامين نتانياهو رئيس حزب الليكود بأنه في حال وصوله الى رئاسة الحكومة القادمة سيرفض أي انسحاب من جانب واحد من الأراضي المحتلة وسيبقي السيطرة الاسرائيلية على كل الحدود مع الفلسطينيين، وفي هذا إشارة الى نيته إعادة احتلال القطاع من جديد.
حيال كل ذلك فإنه أصبح من الضرورات الحتمية والملحة أكثر من أي وقت مضى الاسراع بالمصالحة الوطنية الفلسطينية وتوحيد الكلمة والصف لمواجهة ما يراد ويدبر للفلسطينيين خاصة وأن هذه المرحلة تعتبر من أخطر المراحل التي يمر بها الصراع العربي الصهيوني.
كما إن المطلوب من العرب جميعاً توحيد جهودهم ورؤاهم ومواقفهم لتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس وكافة الفصائل الفلسطينية للوصول الى هذا الهدف وقد كانت سورية ولا تزال تدعو الأخوة الفلسطينيين الى تجاوز الانقسام والتشرذم وتبدي استعدادها لدعم أي خطوة في هذا المنحى وهذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه أمين عام الجامعة العربية في دمشق فضلاً عن دعوته الدائمة والمستمرة للدول العربية المؤثرة للمساهمة في إزالة التوتر والاحتقان وعدم تقوية طرف على حساب طرف آخر، لأن هذا لا يخدم إلا أعداء العرب وعلى رأسهم الكيان الصهيوني وقادته المتطرفون.