تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيف سيتم طرد داعش من جرود لبنان الشرقية؟

متابعات سياسية
الاثنين31-7-2017
بقلم: العميد د. أمين محمد حطيط *

اما وقد انطوت صفحة جبهة النصرة الإرهابية وطهرت جرود عرسال منها ولم يبق من الملف الا قليله الذي يعالج بتنفيذ اتفاق استسلام من تبقى من الإرهابيين الى خارج المنطقة، فإن السؤال الملح يدور حول مصير ارهابيي داعش الذين

يناهزون ال 500 تقريبا وينتشرون في منطقة تعادل او تكاد تزيد قليلا على المنطقة التي كانت جبهة النصرة فيها وتكاد تصل الى مساحة ما بين 150 و200 كلم إذا اضفنا اليها المساحة من الأرض السورية في الجراجير.‏

والسؤال مهم لان توقف عملية التطهير عند الحدود التي وصلت اليها من شأنه ان يبقي الجرح مفتوحا والخطر ماثلا على امن لبنان واستقراره وان كان بسقف وحجم اقل لكنه موجود، لذلك من الطبيعي ان يتم استكمال التطهير حتى يطوى ملف الإرهاب بوجهه العسكري كليا في لبنان وتغلق بوابة الخطر على لبنان وضد الامن والاستقرار في سورية. ولهذا فإن كل معني بالشأن اللبناني أولا وبالسوري أيضا بات يركز الان على موضوع وجود داعش في السلسلة الشرقية لجبال لبنان ويؤكد على وجوب الانتهاء منه وبأسرع ما يمكن، ومع هذا التأكيد تطرح أسئلة شتى حول متى وكيف ومن يتولى عملية التطهير تلك ومن يشارك او يساند فيها؟‏

في الاجابات البديهية نرى انه من الطبيعي ان يقوم الجيش اللبناني بالمهمة بعد ان ينسق مع الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية نظرا لتواجد الاطراف الثلاثة في ميدان واحد ويتولون تنفيذ المهام ذاتها في مواجهة الإرهاب عامة وضد داعش الإرهابي خاصة. اما من حيث التوقيت فيكون خير البر عاجله، وان تنطلق العملية في «ساعة صفر» يحددها الجيش اللبناني الذي يشكل الفريق الأساس في الهجوم وفقا لقواعد الصلاحية والمسؤولية والمنطق.‏

هذا في المنطق العسكري و العملاني ، لكن السياسة في لبنان و للأسف امتهنت افساد كل شيء و في طليعة ما تفسد تطبيق قواعد المنطق و المصلحة الوطنية اللبنانية خدمة لأطراف إقليمية و أجنبية في طليعتها اميركا و السعودية اللذان يعملان لحماية إسرائيل و تأمين مصالحها ، و لهذا نجد فرقاء لبنانيين منعوا الجيش سابقا من التصدي للإرهاب عندما انتشر و استشرى في جرود عرسال ، و منعوا الجيش من القيام بعملية تطهير الجرد من جبهة النصرة ، و لا يستبعد اليوم ورغم كل المتغيرات ان يقوموا ا بالدور نفسه لمنع الجيش من استكمال تطهير الجرد من داعش فكيف سيكون عليه الحال ان فعلوا ؟.‏

حتى الان يبدو ان الأجواء بشكل اجمالي تشير الى ان الجيش اللبناني و بعد مساهمته الفاعلة و بالتنسيق مع المقاومة و الجيش العربي السوري في الاجهاز على جبهة النصرة ، و بعد المواقف الداخلية و الدولية التي تعبر عن دعمها للجيش في عملياته ضد الإرهاب عامة وفي القيام بعملية تطهير الجرد من داعش خاصة ، فإن الجيش بدأ في الميدان باتخاذ إجراءات و تدابير تؤول الى القول بأن قرار العملية على يده اتخذ و انه سينطلق في التنفيذ في الساعة التي حددها هو و لن يكون في عملياته بعيدا عن التنسيق مع المقاومة و الجيش العربي السوري. وان الأرجح في حال سارت الأمور كما توحي الظواهر والتحضيرات الان، ان يقوم الجيش بعملية الانقضاض من الغرب والجنوب والشمال أيضا إذا وجد ضرورة لذلك وان يستفيد من مساندة المقاومة في الوجه الذي يراه هو مفيدا لعملياته ودون ان يهمل ما يمكن ان يقدمه الجيش العربي السوري أيضا من نار دعم واسناد مدفعي او جوي او تثبيت وسدود نارية لمنع التسرب الداعشي نحو الأراضي السورية، حيث قد يقوم الجيش العربي السوري أيضا وتزامناً مع عملية الجيش اللبناني تلك بتطهير ما تبقى من داعش شرقي الجراجير.‏

اما في التوقيت ، فإن هناك اكثر من عامل و اعتبار يفرض هذا التوقيت منها ما هو مبطئ ومنها ما هو مسرع و لكن يبقى القرار للقيادة التي تعرف ان تجري تقدير الموقف المناسب لإطلاق العملية اخذة بالاعتبار الانتهاء من تنفيذ اخراج من تبقى من فلول جبهة النصرة من وادي حميد و الملاهي شرقي عرسال ، واعتبارات تتعلق بتحشيد القوى وتنظيمها و تجهيزها بما تفتضيه العملية وصولا الى ضبط التدابير التنسيقية مع المقاومة و الجيش العربي السوري ، و لهذا لا يكون مفيدا مبادرة الاعلام و المحللين الى تحديد أوقات من خيالهم فليترك الامر لأهله و هم ادرى به .‏

ورغم كل ما ذكرنا فان الضغط على الجيش اللبناني لمنعه من استكمال عملية التطهير ووضع العراقيل في طريقه امر لا يمكن ان يستبعد في بلد كلبنان، يقدم سياسيوه مصالح الخارج على مصالحه الوطنية، رغم ان هذا الفريق يشعر بحاجة ملحة اليوم لقيام الجيش بالمهمة لأنه يظن ان مثل هذا العمل وحده يحجب انجاز المقاومة في تحرير جرود عرسال و يستجيب للأوامر الأميركية بعدم تضخيم الإنجاز و افراغه من محتواه و جعله حلقة من حرب المنطقة لا علاقة للبنان به ، لكن رغم هذه الحاجة فاننا لا نستطيع ان ننسى دور الفريق هذا في عدائه للجيش و منع تسليحه و غل يده عن المهمات الوطنية وللتذكير فقط نقول:‏

- الم يرفض السلاح الإيراني الذي عرض مجانا لتسليح الجيش اللبناني لان اميركا والسعودية واخرين رفضوه؟‏

- الم تعرقل عمليات الجيش اللبناني وهو يقوم بواجباته ضد الإرهاب طيلة 5 سنوات مضت؟‏

- لماذا الإصرار على رفض التنسيق مع الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب رغم ان التنسيق يخدم الطرفين ويقلل خسائرهما ويرفع مستوى انجازهما؟‏

- الم يكن الرفض وكل ما تقدم من مواقف استجابة لأوامر خارجية؟‏

ان مسألة غل يد الجيش عن القيام بالعملية الهجومية امر لايمكن ان يخرجها الباحث من دائرة الاحتمال ، فان حصل ذلك يكون على المعنيين بمكافحة الإرهاب في لبنان و سورية ان يتصدوا للمهمة و هنا سيكون على المقاومة ان تتابع ما بدأته قبل سنتين في جرود نحله و يونين و تابعته في جرود عرسال في الأسبوع الماضي ، و عندها ستستكمل عملية التطهير بالتعاون مع الجيش العربي السوري في تطهير ما تبقى و في هذه الحالة سيكون دور الجيش اللبناني مماثلا لدوره في الأسبوع الماضي مع تشدد و تفعيل اعلى و اهم لاختلاف الظروف و البيئة أيضا .‏

اذن ان استكمال عملية تطهير الجرود واقع لا محاله ، وبالعمل العسكري على يد الجيش اللبناني او المقاومة او كليهما معا مستفيدين من اسناد و دعم ميداني يقدمه الجيش العربي السوري عبر تنسيق ميداني واقعي تفرضه قواعد المنطق رغم انف المنكرين و أدوات الخارج في الداخل اللبناني ، انها عملية عسكرية واقعه لا مجال لمنعها ولا يوقفها الا قرار من داعش بإخلاء المكان سلما و الامتثال الى ما يعرض عليها من سلامة بدنية بالانتقال الى مكان اخر يتفق عليه من قبل أصحاب الشأن و عندها تحقق المهمة سلما وتحقن الدماء ، فرضية نذكرها رغم ان احتمالات العمل بها لا تتقدم حتى الان على ترجيح العمل العسكري .‏

* استاذ جامعي وباحث استراتيجي - لبنان‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أمين حطيط
أمين حطيط

القراءات: 1145
القراءات: 1788
القراءات: 1886
القراءات: 2112
القراءات: 2445
القراءات: 2491
القراءات: 2551
القراءات: 2541
القراءات: 2504
القراءات: 3003
القراءات: 3498
القراءات: 3108
القراءات: 3652
القراءات: 3489
القراءات: 3245
القراءات: 3810
القراءات: 3511
القراءات: 4527
القراءات: 4329
القراءات: 4706
القراءات: 4407
القراءات: 4311
القراءات: 4326
القراءات: 4732
القراءات: 5302

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية