| الاستثمار الآمن والرابح... منوعات أنا شخصياً تأثرت بأزمة دبي لأني كنت قد وضعت كل أموالي ومشروعاتي على شكل أسهم. كان يجب أن أوزع أموالي على العواصم ولا أحشرها في مكان واحد؟ نحن الوحيدون في العالم الذين لم نتأثر لا بالهزة الأولى ولا بالثانية. ولن نتأثر بغيرها، لأن لدينا الذكاء الوقاد الذي يحمينا ويجنبنا كل الهزات. فمثلاً وبدلاً من التأثر بالأزمة الأولى فقد استفادت وظلت تبيع مشتقات البترول بأسعار الفورة. وتتلوى أمام المواطنين المساكين. حتى المساكين التي سجل عليها الناس تم تسعيرها بأسعار الفورة، ورغم هذا سيأتي ملاحق وإضافات وأنت مجبر على الدفع وفوق ذلك يحملونك كل الجميل. أريد أن أقدم خدمة لكل حكومات العالم وأدعوها للاستفادة في تحصيل الأموال، لسد كل المال المهدور في الصفقات من جيوب المعثرين. أمثلة : وزارة النقل الآن في صدد تبديل لوحات السيارات لأسباب لها أسبابها، سيأخذون ثمن اللوحة 500 ليرة وهي تكلف 100 ليرة ولدينا على الأقل خمسة ملايين سيارة وبهذا يحققون ملياري ليرة حلال زلال. مؤسسة تعلن عن مسابقة لتثبيت عدد من العاملين لديها فيأتي عشرات آلاف الناس من كل القطر، وثمن كل معاملة 500 أو ألف، واحسب كم مليوناً تربح المؤسسة خلال يومين مقابل بيع أحلام مستعملة للاهثين وراء وظيفة تمنعهم من الموت جوعاً. تذهب لترسّم سيارتك فتجد نفس الرسوم الموجودة على فاتورة الهاتف والماء والكهرباء وغيرها. وهل تعلمون كم كلف كل مسمار من المسامير التي وضعتها المرور على الطرقات ؟والمطبات البلاستيكية التي تمزقت فوراً وظلت براغيها بارزة كالخوازيق تمزق دواليب السيارات؟ هذه الشراهة في فرض الرسوم حتى على الهواء هي شطارة، وإلا كيف سنعوض السرقات والصفقات ويحولون المصيبة إلى إنجاز؟ استثمار آمن يدرّ الأرباح الهائلة دون رأسمال... في أواسط السبعينيات كان عندنا في القرية شيخ فقير ورغم أن ابنه الوحيد صار مدرساً ويتقاضى راتباً، فإنه كان يشتغل في كل شيء ويرفض أن يأخذ من ابنه فرنكاً واحداً. والسبب أنه يعتبر مال الدولة حراماً ولا يجوز أن يدخل بيته. صدقاً كنا نسخر من هذا الأمر، الآن وبعد سنوات طويلة أدركنا كم كان ذلك الشيخ البسيط سابقاً لعصره.
|
|