تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أسئلة وحلول

أبجد هوز
الثلاثاء 16-3-2010م
فواز خيو

في آخر الليل قد أجد متسعاً للجلوس أمام التلفزيون ،في أول اهتماماتي تأتي المصارعة ، ربما تستغربون ، وأنا كنت مثلكم أستغرب ثم صرت أستغرب لماذا أستغرب.

بعد ثلاثة عقود من القراءة ومجموعتين شعريتين اعتبرهما البعض وأنا منهم أنهما غاية في الرقة والحرارة، بعد كل هذا تقودني ثقافتي الى المصارعة حيث الركل والرفس واللكم. أتساءل أحياناً هل الركل والرفس يشكلان جواباً عن أسئلتي التي كنت أطرحها على مدى ثلاثين عاماً؟ هل فيها الحل المنشود للمعضلات التي أرقتني وأرقت جيلي وماقبله ومايليه؟ حتى صرت أحفظ أسماء المصارعين أكثر من الكتاب والشعراء من جون سينا وأندر تيغر وماك هنري وبيك شو وجيف هاردي وغيرهم، وأحياناً أخطئ وأقول: ياعيني عليك ياابن سينا ماأقوى رجلك.!‏

أنا أراهن بأني لست محبطاً ولا يائساً ،والدليل أنه ورغم سنواتي التي تناهز الخمسين مستعد لأن أدخل نادياً للمصارعة لأتعلم بعض الفنيات وأقوي عضلاتي ورجليّ وأتدرب على لغة ومفردات قد أستطيع من خلالها فك بعض الطلاسم والرُقم الأثرية التي تعود إلى عصرنا هذا.‏

أحياناً تخطف جوزتي جهاز الريموت وتضع على فيلم ، ثمة محطات تبث الأفلام الغربية على مدار الساعة . فأنصاع كما ينصاع كل الرجال حين تعبس بهم جوزاتهم وأتابع الفيلم معها، ليس كل الأفلام الأمريكية والغربية ترسخ مبدأ القوة والتدمير والقتل ، ثمة أفلام رائعة بقيمها وأفكارها وحبكتها وإثارتها ونهاياتها وحلولها ، وثمة أفلام حققت أكثر من ملياري دولار كإيرادات أي ثلث الميزانية السورية . تساءلت وقلت: مخرجان وكاتبان كهؤلاء يعادلان كل الاقتصاد السوري بشركاته وموظفيه ومنظريه ومسؤوليه وتصريحاتهم التي تبيع الأحلام والأرقام.‏

أمن القليل أن العقلية الأمريكية اعتبرت السينما أهم أدواتها لنشر ثقافتها وقيمها ونمط التفكير الأمريكي ومن ثم الايرادات؟ ونحن ننتج فيلمين في السنة بعشرة ملايين ليرة ونقيم لهما مهرجاناً سنوياً بخمسين مليون ليرة .بدلاً من أن نستخدم الخمسين مليون لانتاج عشرة أفلام ، وهذه الأفلام تصبح بحد ذاتها مهرجاناً ، لكن ثقافة البهرجة والمهرجانات صارت مكوّناً أساسياً في تفكيرنا .‏

منذ أشهر كنت أدردش على الهاتف مع فناننا الكبير الأستاذ دريد لحام عن السينما ، ربما لم يشأ أن يلوم أحداً ،لكن قلت له: الفيلم هو الذي يصنع الجمهور وضربت مثلاً أن شاعراً مثل محمود درويش يقيمون له الأمسية في ملعب كرة قدم وتغص المدرجات ، بينما شاعر آخر في صالة المركز الثقافي ولا يحضرله سوى زوجته وأولاده وبعض ممن أحرجهم ودعاهم ، واختصرت المشكلة بطرفة بذيئة لامجال لذكرها.‏

وأتابع الفيلم مع جوزتي وأستغل فترة الاعلان لأنقل على المصارعة وإذ بجوزتي ترفع قبضتها في وجهي وتتخذ وضعية الهجوم، وطفلتنا الصغيرة تضع يدها على الأرض وتبدأ بالعد 1-2-3.‏

تعليقات الزوار

بقايا مواطن |    | 16/03/2010 03:33

بالنسبة للأفلام فعلا صار لازمنا سينما يعني مو معقول يضل معظم الأنتاج السنوي محصور بالدراما أو شي فلم أو فلمين ما حدا بيعرف بالفلم غير اللي كانوا من كادر العمل . و مشان يكون عنا أفلام لازم يصير عنا قناة تلفزيونية سورية مختصة بالسينما السورية و السينما العالمية (مشان تلاقي مين يتابع القناة) ياريت بدال ماكانوا عملوا قناة للدراما عملوا قناة للسينما و إذا صارعنا قناة سورية خاصة للسينما بتصور رح بتكون بداية حياة سينمائية جديدة في سورية أما بالنسبة لأبو الفوز بدي قلك شكراً على مقالاتك الحلوة و مواضيعك (الحياتية الواقعية) التي لا تخلو من الطرافة و خفة الدم و بتمنا لو بتسوي متلي جيب تلفزيون تاني مشان ما تخلي حدا يتحكم باللي رح تحضرو بس أكيد مو مصارعة حرة لأنها علاك و تمثيل يعني حكي فاضي و أحلى أبو الفوز . سلام.........

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 فواز خيو
فواز خيو

القراءات: 1048
القراءات: 1013
القراءات: 932
القراءات: 1099
القراءات: 920
القراءات: 1591
القراءات: 995
القراءات: 976
القراءات: 4547
القراءات: 1146
القراءات: 1057
القراءات: 1060
القراءات: 1154
القراءات: 1512
القراءات: 1127
القراءات: 1189
القراءات: 1114
القراءات: 1138
القراءات: 1125
القراءات: 2877
القراءات: 2357
القراءات: 1819
القراءات: 1938
القراءات: 1185
القراءات: 1319

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية